أقيم مساء أمس الخميس، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، في نسخته ال50، حفل توقيع رواية “ولي النعمة” للكاتبة المغربية سلمى مختار أمانة الله. وخلال هذا اللقاء، الذي حضره عدد من الكتاب والأدباء والمثقفين المصريين والعرب، قدمت سلمى مختار عدة مشاهد من روايتها الأولى، مستعرضة، الجوانب الراسمة لتفاصيل الرواية وشخوصها وأمكنتها. وأكد عدد من المتدخلين، أن “ولي النعمة”، تحمل نفسا جديدا للإبداع الروائي النسائي المغربي، منوهين بجمالية السرد والحكي الذي خطته سلمى مختار، لتسافر بالقارئ إلى ثنايا عميقة في فصول الرواية. وشددوا على أن المرأة العربية عموما، تبدع حينما تلجأ للكتابة السردية للتعبير عن خوالجها الدفينة، وهو ما نجحت فيه إلى حد بعيد سلمى مختار مقدمة عملا روائيا بالغ الجمالية. و”ولي النعمة” كما جرى تقديمها في اللقاء، إطلالة من فوق على الأسوار الشاهقة لمهنة المتاعب، ونبش دقيق في أغوار وحكايا القصور التي لا تموت وتشخيص جلي لتمظهرات طفت بالوعي الجماعي الى سطح ايل للسقوط ..كل هذا من خلال سرد مانع وزعت فيه الكاتبة الأدوار والأحداث بين شخوص روايتها ببراعة غافية. وتطرح سلمى مختار أمانة الله في عملها الروائي هذا، قضايا كبرى شائكة يتداخل فيها الاجتماعي بالسياسي، مستعرضة تمظهرات السلطة التقليدية وتجلياتها داخل المجتمع. تنقل الرواية في أغلب فصولها القارئ من عوالم قصور “ولي النعمة”، وما يجري خلف أسوارها من أحداث ودسائس وصراعات يعيشها شخوص الرواية إلى عوالم سلطة أخرى، سلطة الصحافة وما يجري داخل دواليبها ومكاتبها وخلف أبوبها المغلقة. هي رواية تدور بين زمنين ومكانيين مختلفين، والخيط الرابط بينهما، هو الصحفي الشخصية المحورية الذي يحمل اسمه دلالة ومفارقة قد تكون مقصودة “عبد الغني الضعيف”. وفي ختام هذا اللقاء، أعربت سلمى مختار أمانة الله عن شكرها للحاضرين، معتبرة أن ما قيل عن الرواية سيحفزها أكثر على الإبداع. والكاتبة سلمى مختار أمانة الله من مواليد مدينة الرباط، من أب موريتاني وأم مصرية، وهي بذلك تحمل خلفية ثقافية عربية متعددة الأبعاد، أغنت تكوينها وصقلت موهبة الكتابة عندها وأثرت في شخصيتها. تابعت دراستها الابتدائية والثانوية بمدينة أكادير، قبل أن تعود إلى الرباط لتلتحق بكلية الحقوق التي تخرجت منها سنة 1994 بشهادة الإجازة شعبة القانون الخاص. سجلت حضورها في المشهد الثقافي المغربي، لأول مرة سنة 2016 ، بمجموعتها القصصية “تي جي في” التي صدرت لها بدعم من وزارة الثقافة.