استقبلت مدينة تيزنيت خلال اليوم الأول من افتتاح مهرجانها التاسع للفضة عشرات الالاف من الزوار القادمين من مختلف جهات المملكة لحضور المعرض الكبير للحلي الفضية، الذي يتميز هذه الدورة بعرض أكبر تاج أمازيغي من الفضة الخالصة الذي أشرف على صنعه عدد من الصياغين المحليين. ويخصص المهرجان الحصة الأكبر من مدته الزمنية إلى عرض وتسويق الفضة والصناعات المرتبطة بها من حلي وملابس وباقي المنتوجات المحلية، ما يفسر الإقبال الكبير للزوار من مختلف مناطق المغرب بحثا عن اقتناء الحلي المحلية المعروفة بمهارة وإبداع صناعها. وبالموازاة مع ذلك، انطلقت مساء الجمعة 20 يوليوز سهرات مهرجان تيميزار، التي تمتد على ثلاثة أيام. وقد شهدت السهرة الأولي حضورا قويا للجمهور الذي استمتع بلحظات رائعة مع نجوم الغناء المغربي، وعلى رأسهم الفنانة لطيفة رأفت، التي كشفت أنها لم تلتقي جمهور تيزنيت منذ 1987، الأمر الذي جعلها تستجيب لجميع طلباته، ومن بينها أغنية “خيي خيي” التي لم تؤديها منذ سنوات بعد وفاة شقيقها في حادثة سير. كما ألهبت سعيد شرف، من جهتها، حماس الجمهور بساحة الاستقلال، بكشكول متنوع تضمن أغاني عصرية وشعبية وأمازيغية وأخرى من فن الراي والكناوي والغيواني. وتفاعل شباب المدينة وزوارها مع الرابور شيفين بينما استمتعت النساء أكثر وهن يرددن أغاني مجموعتي أيت ماتن وأرشاش أكرم الأمازيغيتين, وتتواصل السهرات يومي السبت والأحد مع الرايس الحسين باعمران، وإزنزارن تيزنيت، وعصام كمال، والشاب يونس، ومجموعتي إمزالن وتودرت، والحاج عبد المغيت ودنيا باطمة. من جهة أخرى، تم التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون بين جمعية تيميزار لمهرجان الفضة في شخص رئيسها عبد الحق ارخاوي وجمعية نيدمار للتنمية والثقافة بهولندا في شخص رئيستها مليكة لمريض. وتهدف بنود الاتفاقية في مجملها إلى تعزيز أواصر التعاون والمساهمة في خلق بيئة جذابة ملائمة للاستثمارات وتنمية الأعمال وتقاسم الخبرات في مجال الصناعة التقليدية، وتنظيم الدورات التدريبية والتكوينية لفائدة الحرفيين و الصناع التقليديين، وتنظيم المنتديات والمعارض للتعريف بالموروث التراثي والثقافي للصناعة التقليدية، و تعزيز مهارة الصانع المغربي التقليدي. وتستمر فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان “تيميزار” للفضة بمدينة تيزنيت إلى غاية 23 يوليوز. ويهدف المهرجان، المنظم من طرف جمعية تيميزار، بشراكة مع المجلس الجماعي لمدينة تيزنيت، وبدعم من وزارة الداخلية ووزارة الصناعة التقليدية ومجلس سوس ماسة والمجلس الإقليمي لتيزنيت وغرفة الصناعة التقليدية بأكادير، وعدد من الشركاء العموميين والخواص، إلى تشجيع الحرف اليدوية المحلية، وتسويقها، خصوصا الحلي الفضية، التي تعتبر موروثا تاريخيا وحضاريا، ورمزا لقيم الجمالية والإبداع بالمنطقة، ورافدا تنمويا يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المحلية.