احتفالية شعرية وموسيقية بامتياز، اقترحتها دار الشعر في مراكش ليلة السبت 26 ماي ببهو المكتبة الوسائطية بالمركز الثقافي الدوديات. أسماء وازنة في مجال القصيدة الزجلية في المغرب، وقعت على حلقة أخرى من فقرة “لكلام المرصع”، والمخصصة للاحتفاء بالمنجز الشعري الزجلي في المغرب. بوعزة الصنعاوي ونعيمة الحمداوي وعبدالرحمان سمتور، ثلاثة تجارب قرأت وأمتعت بميسم فرجوي جمهور دار الشعر في مراكش في سمر رمضاني استثنائي، عرف مشاركة لمعلم الكناوي عبدالكبير مرشان، أحد أشهر المعلمين للفن الكناوي بالمغرب. وشارك في فقرة “لكلام المرصع” ثلاثة شعراء، يمثلون اليوم إشراقات القصيدة الزجلية في المغرب. الشاعر بوعزة الصنعاوي، الطافح بالموروث الخصب للزجل المغربي الأصيل والشاعرة نعيمة الحمداوية، والتي خطت لفرادة صوتها مكانا في المنجز الزجلي، والشاعر عبدالرحمان سمتور، المسكون بنبض الزجل في المجتمع. وتحولت القراءات الشعرية الى فرجة شعرية بامتياز، تمازج الشعر بالأداء وحول الشعراء بهو المكتبة الوسائطية الى ركح مفتوح على القراءات الشعرية. وجاء الشاعر بوعزة الصنعاوي من معين التربة الشعبية الضاربة في العمق المغربي، من خلال نصوص قريبة من الوجدان المغربي. من عمق البادية المغربية، ومفارقات تقاليد المجتمع استطاع الشاعر بوعزة أن يخلق، بسخرية مرة، أداء شعريا فرجويا تفاعل معه الجمهور الحاضر. واتجهت الشاعرة نعيمة الحمداوي الى الحفر عميقا في المنجز الشعري الزجلي، في اختيار لافت لمعجم يمتح من خصوبة “اللغة العامية” المغربية. صوت المرأة الذي يتحول الى قصيدة تواجه المجتمع الذكوري، وصوت القصيدة الذي يستطيع المواجهة، في أن يتحول الى كتابة بالضد. ليمتزج صوت المرأة بصوت “آلة الهجهوج” للكناوي لمعلم عبدالكبير مرشان. وختم الشاعر عبدالرحمان سمتور ديوان “لكلام المرصع”، بحس شعري نابع من نبض المجتمع، والرافد من شجن المهمشين، في لحظات كثيرة يتوقف صوت الشعر، كي يصدح موسيقى تراثية مغربية، تمزج الحرف بالذات. استعار الشاعر سمتور صوت المغني “الغيواني” الطافح بقضايا الإنسان، كي يرسم بقصائده تشكيلا أخاذا أعطى في النهاية لسمر “لكلام المرصع” بعده الروحاني، خصوصا عندما امتزج بصوت “لمعلم عبدالكبير مرشان”، العازف الكناوي، الذي ظل يستعيد “صوت الجنوب” الساكن في ثنايا التاريخ والضارب في العمق الافريقي.