أماط تقرير المهمة الاستطلاعية، الذي تمت مناقشته اليوم الثلاثاء، بلجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج، بمجلس النواب، اللثام عن معاناة نساء التهريب المعيشي بمعبر سبتة. وجاء التقرير بعد الزيارات الميدانية التي قامت بها اللجنة حيث تم فيها الاستماع لشهادات النساء وبعض الأطفال القاصرين الممتهنين للتهريب المعيشي. فحسب التقرير الذي اطلعت 'القناة' عليه، فقد لاحظت اللجنة 'وجود طابور من النساء يمتد لمئات الأمتار، قد يبتن في العراء لثلاث ليالي، مع ما يمكن أن يتعرضن له من سوء معاملة وتحرش وسرقة وأمراض وسوء معاملة والتعاطي للمخدرات'. وأشار التقرير، إلى أن 'طابور النساء المستجوب خاص بممتهنات حرفة الخادمات يتراوح سنهن ما بين 35 و50 سنة ويسبب لهن طول الانتظار التأخر في الالتحاق بالعمل وإمكانية تعرضهن للطرد مع وجود فئة ضمنهن تمتهن الدعارة حسب بعض التصريحات'. وأكد التقرير أن النساء المهربات يستعملن 'الحفاظات نتيجة غياب مرافق صحية'، كما لاحظت 'الاغلاق المستمر للوحدة الصحية بالمعبر مع تواجد مستمر لمؤسسة محمد الخامس للتضامن'. عنف لفظي وسجل تقرير اللجنة 'تعرض النساء للعنف اللفظي وسوء المعاملة أثناء مرورهن ببطء'، كما ضبطت 'حالات سب وقذف في حق النساء'. وسجلت اللجنة 'تكرر شكوى النساء والرجال الممتهنين للتجارة المعيشية من سوء معاملة الجمارك والأمن مع تأكيدهم على اسمين بين من صرح علنا ومن أوحى باسمهما للجنة'. وأكد التقرير على أن 'أغلب المصرحات أكدن أن الطابور المختلط ما بين ممتهنات التجارة والخادمات أحد أسباب الاكتظاظ'. وسجل التقرير 'تراجع التهريب المعيشي بل انعدامه في صفوف النساء، وتحولهن إلى حاملات لبضائع مهربة تتراوح حمولتها بين 90 كلغ و140 كلغ لصالح مافيا التهريب التي تستمر في معاناة النساء والأسر'. وذكر المصدر نفسه أن 'أغلب ممتهنات تجارة حمل البضائع المهربة هن نساء مطلقات أو أرامل أو متخلى عنهن أو زوجات سجناء'. وقال التقرير إن 'كل محاولات التيسير على النساء يستغلها كبار المهربين للاستثمار أكثر في معاناتهن، فمع السماح للنساء باستعمال الناقلات اليدوية لحمل السلع المهربة زادت الحمولة بمعدل 50 كلغ'. حكرة وإهانة لاحظت اللجنة في تقريرها، إلى أن هناك شعور عام بالحكرة والاهانة في صفوف النساء الممتهنات للتهريب المعيشي، مسجلة 'غياب مراقبة السلامة الصحية للمواد الغذائية أمام الاغلاق المستمر للوحدة الصحية المتواجدة بالمعبر'. وأورد التقرير 'تصريح لامرأة مسنة تبلغ من العمر 73 سنة مارست حرفة التجارة المعيشية لمدة 30 سنة، وفي وضعية صحية سيئة تؤكد أن المعبر جحيم يومي لا محيد عنه لضمان لقمة العيش'. وخلص التقرير إلى أن 'كل المصرحين يؤكدون أنهم مجرد ناقلي بضائع تعود ملكيتها للوبيات الكبار التجار'.