باستخدام أرقام هواتف إسرائيلية وبالتحدث باللغة العبرية يحاول نشطاء من حركة حماس التواصل مع جنود إسرائيليين عبر تطبيق الهواتف الذكية « واتساب »، بغرض الحصول على معلومات استخبارية عن تحركات جيش الاحتلال في محيط قطاع غزة. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية نماذج من المحادثات التي تمت بين جنود إسرائيليين ونشطاء حماس الذين عرضوا أنفسهم كجنود في وحدات أخرى في الجيش، بهدف الحصول على معلومات استخبارية. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الاثنين إن حماس كثفت جهودها للحصول على معلومات استخبارية من القوات الإسرائيلية المتمركزة حول قطاع غزة. وأضافت « عرّف نشطاء حماس عن أنفسهم على الإنترنت بأنهم إسرائيليون، وتواصلوا مع القوات عبر خدمة رسائل واتساب، وفي بعض الأحيان قدموا المعلومات التي تمكنوا بالفعل من الحصول عليها عن تحركات القوات بهدف الحصول على معلومات إضافية ». وسائل الإعلام الإسرائيلية: استخبارات حماس حصلت على معلومات مهمة حول مخططات جيش الاحتلال عبر استدراج ضباطه من خلال التواصل معهم في مواقع التواصل، حيث قدم مقاتلو حماس أنفسهم كضباط صهاينة في ألوية أخرى هذه صورة لمحادثة بين أحد مقاتلي حماس وضابط صهيوني، كما عرضها الإعلام الصهيوني pic.twitter.com/huFxnUKUv6 — د.صالح النعامي (@salehelnaami) July 15, 2019 وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في الماضي عن كشف محاولات قام بها نشطاء حماس للتواصل مع جنود عبر حسابات موقع فيسبوك، ومحاولات أخرى لاختراق هواتف نقالة أو أجهزة حاسوب لجنود إسرائيليين. ولم يتضح ما إذا كان نشطاء حماس قد حصلوا بالفعل على معلومات استخبارية، لكن الجيش الإسرائيلي يقول إن هذه المحاولات باءت بالفشل. وقالت يديعوت أحرونوت « لم تنجح معظم هذه المحاولات في المقام الأول بسبب الوعي في الجيش الإسرائيلي والمستوى العالي من التأهب »، لكنها استدركت بأن « إحدى هذه المحاولات التي نفذت في الشهر الماضي كانت ناجحة، ما تسبب بحالة من القلق في أوساط القيادة العسكرية الإسرائيلية ». وفي هذا الصدد، كشفت النقاب عن أن جنديا في وحدة المظليين تلقى رسالة على واتساب من رقم غير مألوف، وتم إرسال الرسالة من قبل شخص عرّف عن نفسه بأنه عضو في وحدة أخرى يطلب معلومات بما في ذلك عن موعد مغادرة المظليين للمنطقة. وأضافت الصحيفة أن « المقلق أن حماس تمكنت من الحصول على وثيقة سرية للجيش تتضمن الجدول الزمني لتدريبات وحدة المظليين على القتال في غزة ». واعتمدت محاولات عناصر الجناح العسكري لحماس للتواصل مع الجنود الإسرائيليين -وفقا للصحيفة- على الموقع الجغرافي وأماكن وجود الجنود الإسرائيليين، والحصول على أرقام هواتفهم المحمولة من شبكات التواصل الاجتماعي أو مجموعات واتساب. ويعتقد المراسل العسكري للصحيفة أن المعلومات التي تم تناقلها عبر المحادثات يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة لأي عدو، علما أن المعلومات شملت الجدول الزمني والأوقات التي تغادر فيها الكتيبة المنطقة التي كانت مسؤولة عنها والاستعاضة عنها بكتيبة أخرى جديدة. وإمعانا في تداعيات وخطورة « حرب السايبر » بين الجيش الإسرائيلي وكتائب القسام من وجهة النظر الإسرائيلية، استذكر موقع صحيفة يديعوت أحرونوت وقوع عدد كبير من الهجمات والحوادث المهمة في الماضي خلال استبدال جنود الكتيبة، والتي خطف أو أصيب فيها جنود إسرائيليون، ومنها ما تسبب بحرب لبنان الثانية باختطاف الجنود من قبل حزب الله عام 2006 أو بتصعيد ميداني على جبهة غزة. واكتفى جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقول -في بيان- إنه « على دراية بنشاط العدو ويتابع جهوده عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ندعو جميع الأفراد العسكريين والمدنيين إلى التصرف بحذر ومسؤولية ». وفي قطاع غزة، لم يصدر رد فعل فوري من حركة حماس حيال هذه التقارير.