بعد فوزهم في الانتخابات في اقليم كاتالونيا الاسباني يواجه الانفصاليون الجمعة تحدي استعادة السلطة فيما ما زال قادتهم في السجن او في المنفى. ومن بروكسل التي فر اليها كارليس بوتشيمون رئيس الحكومة التي أقالتها مدريد بعد إعلان الاستقلال في 27 تشرين الأول/أكتوبر، اقترح الاخير لقاء رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي « في بروكسل أو اي مكان آخر في الاتحاد الاوروبي خارج اسبانيا لدواع جلية »، علما انه متهم ب »التمرد » و »العصيان » وسيتم توقيفه في حال عاد إلى إسبانيا. كما يبدو ان فوز دعاة الاستقلال بعدد المقاعد وليس بعدد الأصوات سيحد من هامش مناورتهم بعد النتيجة الجيدة التي أحرزها حزب سيودادانوس الليبرالي الأكثر حزما في معارضته استقلال الاقليم بحصوله على 1,1 مليون صوت، بعد 10 سنوات على تأسيسه للتصدي للنزعة القومية في كاتالونيا. والجمعة صرحت النائبة ايناس اريماداس البالغة 36 عاما « بات جليا ان اي أكثرية لم تتوافر في أي وقت هنا في كاتالونيا في صالح الاستقلال. لم يكن لهذه العملية أي معنى بالأمس، فإنها افتقارها لاي معنى ازداد اليوم ». كما طالب بمخاطبة المؤسسات الاوروبية، وقال « اطالب المفوضية الاوروبية او مؤسسات اخرى بالاستماع الى الشعب الكاتالوني، وليس الدولة الاسبانية فحسب ». غير ان راخوي رفض العرض معتبرا ان « الشخص الذي يجب ان أجلس معه هو من فاز في الانتخابات أي السيدة (ايناس) اريمادا » رئيسة لائحة حزب سيودادانوس المعارض للانفصال الذي حصل على 37 مقعدا في برلمان كاتالونيا. وأظهرت النتائج شبه النهائية ان الاحزاب الانفصالية الثلاثة ستفوز معا بالاغلبية المطلقة من مقاعد برلمان كاتالونيا. ومن المقرر ان يتطرق راخوي بعد الظهر من مدريد إلى ما وصفته صحيفة « آ ب ث » المحافظة بأنه « كارثة انتخابية ». وسبق ان انذر المتحدث باسمه بان « الحكومة (الكاتالونية) الجديدة ايا كانت تدرك عواقب الامتناع عن تطبيق القوانين الاسبانية ». وأراد بذلك القول انه لن يتردد في معاودة الاستعانة بالمادة 155 من الدستور التي استخدمها في 27 تشرين الاول/اكتوبر لإقالة الحكومة الكاتالونية وحل برلمانها بعد إعلان الاستقلال. أثناء الحملة أعلن بوتشيمون أنه في حال الفوز سيعيد الحكومة التي أقالتها مدريد. لكن رغم اعادة انتخابه فسيتعذر عليه ممارسة مهامه كنائب وكرئيس، من داخل الزنزانة. وبين النواب الانفصاليين المنتخبين يبرز 18 وجهت اليهم اتهامات، بينهم ثلاثة في السجن وخمسة في المنفى. – خطر الانقسامات – اعتبر المحلل لدى تينيو انتليجنس انطونيو باروزو ان « تنصيب رئيس حكومة جديد قد يكون عملية مطولة تتسم بالفوضى، وما زال احتمال تنظيم انتخابات جديدة مرتفعا ». ففي حال تعذر تشكيل حكومة في برشلونة قبل نهاية آذار/مارس سيترتب تنظيم انتخابات جديدة في الشهرين التاليين. وكانت وعدت بالامس « بمواصلة النضال، بما فيه لتعديل قانون انتخابي يعطي مقاعد أكثر للذين يفوزون بأصوات أقل ». ولكن اريماداس ليس لديها حلفاء لتشكيل ائتلاف حكومي، فالاشتراكيون المعارضون للاستقلال مثلها حصلوا على 17 مقعدا والحزب الشعبي لم يحصل سوى على 3 مقعدا مقابل 11 في انتخابات 2015. ويرى خبراء ان الوضع في كاتالونيا ولا سيما الانقسامات الداخلية بين الانفصاليين تعد بمفاوضات شائكة، ستفرض نفسها على الفائزين بانتخابات الخميس. كما ان نقل أكثر من 3000 شركة مقارها الى اقاليم اخرى وتراجع السياحة والاستثمارات، تهدد بانكماش اقتصادي نتيجة استمرار الفوضى السياسية التي ما زالت كاتالونيا غارقة فيها.