أثار الفيلم الأمريكي "ميلك"، من إخراج وبطولة شون بين، جدلاً واسعاً خلال عرضه في الدورة ال21 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. الفيلم، الذي يروي قصة سياسية واجتماعية عن الدفاع عن حقوق المثليين، تضمن مشاهد حميمية بين رجلين، وهو ما أثار استياء جزء من الجمهور الحاضر. مع عرض المشاهد المثيرة للجدل، اضطر عدد من الحاضرين إلى مغادرة قاعة العرض تعبيراً عن رفضهم لما وصفوه ب"الإخلال بالحياء العام"، معتبرين أن هذه المشاهد لا تتماشى مع ثقافة المجتمع المغربي. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، اشتعل النقاش بين منتقدين لإدارة المهرجان بسبب السماح بعرض الفيلم، ومطالبين باحترام القيم الثقافية المحلية، وبين مدافعين عن حرية التعبير الفني ودور السينما في طرح قضايا متنوعة. كما تم تداول مقاطع فيديو من الفيلم، بما في ذلك مشهد القبلة بين بطلَي العمل، ما زاد من حدة الجدل. وأعادت الواقعة إلى الواجهة، النقاش الدائم حول حدود حرية الفن واحترام التقاليد المحلية، ليسلط الضوء من جديد على التحديات التي تواجه المهرجانات الفنية الدولية في المجتمعات ذات الخصوصيات الثقافية. ورغم الانتقادات، شهد المهرجان تكريماً للمخرج والممثل شون بين، تقديراً لمسيرته الفنية الغنية وأعماله المؤثرة التي ساهمت في إثراء السينما العالمية على مدار عقود. يذكر أن شون بين، الحاصل على جائزتي أوسكار، أضحى أيقونة أمريكية عبر أكثر من أربعة عقود من الفن السينمائي. ورشح 5 مرات لأوسكار أفضل ممثل. وموازاة مع مشواره الفني في التمثيل، أثبث شون بين نفسه كمخرج سينمائي، حيث تشمل فيلموغرافيته مجموعة من الأعمال السينمائية الشهيرة مثل "إلى البرية"، " يوم العلم"، "الوعد"، " حارس المعبر " وفيلمه الأول " العداء الهندي".