جدد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني، اليوم الإثنين بالرباط، موقف بلاده "القديم" بشأن قضية الصحراء المغربية، مبرزاً دعم باريس "الواضح والمستمر" لمخطط الحكم الذاتي. وقال رئيس الدبلوماسية الفرنسية خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، إن باريس "تدرك أن قضية الصحراء رهان وجودي بالنسبة للمغرب والمغاربة، لقد حان الوقت الآن للمضي قدمًا، وسأسهر على ذلك شخصياً". وأعلن ستيفان سيجورني، أن فرنسا تقترح إقامة شراكة استراتيجية للثلاثين عاماً المقبلة مع المملكة المغربية. وأكد المسؤول الفرنسي، أن باريس تريد حلاً واقعياً ودائماً ومتوافق عليه لقضية الصحراء بما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أن بلاده تدعم مخطط الحكم الذاتي منذ طرحه من طرف المغرب سنة 2007. كما عبر عن دعم بلاده لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء ستيفان دي ميستورا. بوريطة: علاقات متفردة من جانب آخر، وصف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، العلاقة المغربية الفرنسية ب"الغير عادية والمتفردة"، مشيرا إلى أنها "تمر من لحظة تجدد وتطور". وقال بوريطة إن "العلاقة المغربية الفرنسية غير عادية، متفردة ولا مثيل لها، ومتجدرة في التاريخ، وقائمة على أساس المصالح المتبادلة، ومن العلاقات القوية في كل المجالات". وأكد بوريطة، أن العلاقة بين البلدين "هي علاقة دولة لدولة، يرعاها ويشرف عليها رئيسي الدولتين، الملك محمد السادس، والرئيس إيمانويل ماكرون"، لافتا إلى أن "الأساس في العلاقات هو المتابعة والإشراف من رئيسي البلدين". وأبرز المسؤول الحكومي، أن "فرنسا شريك متميز للمملكة على المستوى السياسي والاقتصادي والإنساني". وأشار رئيس الدبلوماسية المغربية إلى أن "العلاقة بين الرباطوباريس في لحظة تجدد وتطور في المضمون، والفاعلين والمقاربة، لكي تساير التطورات الحاصلة في العالم وفي البلدين". وأوضح أن "المغرب بفضل رؤية جلالة الملك محمد السادس أصبح قطب استقرار وقوة سياسية إقليمية مهمة، وأصبح فاعلاً أساسياً في محيطه الجغرافي سواء في شمال إفريقيا، وحوض البحر الأبيض المتوسط، وفي القارة الإفريقية والعالم العربي بصفة عامة". وتابع: "بفضل الإصلاحات التي قامت بها الملك محمد السادس على المستويين الاقتصادي والسياسي، فالمغرب يمنح فرصا مهمة لشركائه، لذلك كانت المملكة دائماً شريكاً مطلوبا ومرغوباً من قبل القوى الكبرى على المستوى الدولي". من هذا المنطلق، يقول بوريطة "العلاقة المغربية الفرنسية يجب أن تتجدد وتتطور وفق مبادئ الاحترام المتبادل والطموح والتنسيق، وكذا وفق مبادئ دولة لدولة". وأردف أن المباحثات الثنائية تناولت "سبل تطوير العلاقات في ظل الاستحقاقات القادمة، من خلال دعم الزيارات القطاعية. والعديد من الزيارات الوزارية القادمة في الأسابيع المقبلة، وهنالك العديد من المبادرات لتعزيز العلاقات".