قال راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، اليوم الجمعة، إن "التطرف والإرهاب يجد تربته الخصبة في الفوضى والفقر وغياب المؤسسات". وأكد العلمي في افتتاح الدورة 17 للجمعية الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، على ضرورة "مواصلة التصدي الأمني لمدبري وممولي ومنفذي المشاريع الإرهابية". واستدرك بالقول: "ولابد من تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على البيئة التي تحتضنه، وفي نفس الوقت مواصلة تكريس الحريات والديموقراطية وحقوق الإنسان، وإشاعة ثقافة العيش المشترك". من جانب آخر، أبرز المسؤول ذاته، أن البحر الأبيض المتوسط تحول إلى ممر لهلاك آلاف من الشباب الباحثين عن الأمل في الشغل، أو عن لقمة العيش، أو عن الأمن أو عن الحرية أو الحماية من تعصب طائفي أو عرقي. وأوضح أنه إذا كانت الهجرات في حوضنا المتوسطي قد شكلت على مدى التاريخ القديم والوسيط والحديث والمعاصر، ظاهرة إثراء وتلاقح وتثاقف بشري كثيف، ثري وفريد، فإنها اليومَ مع الأسف، مصدرُ نزاعاتٍ، وعنصرية وتمييز، ومطية وصم للآخر. ومضى مسترسلاً: "وهو ما يتغذى، من الإعلام المضلل. والأكثر من ذلك، أن الهجرة غذت اليوم في قلب المزايدات الانتخابية في عدد من بلدان الضفة الشمالية لحوض المتوسط، إذ تتصدر معاداة المهاجرين والأجانب، برامج وأجندات عدة تشكيلات سياسية وهي ورقة في المزايدات الانتخابية، وأداة كسب انتخابي". ويتعين في هذا الصدد، يضيف راشيد الطالبي العلمي، عدم إغفال النماذج الناجحة للإدماج وللتدبير المشترك الناجح لظاهرة الهجرة غير النظامية بين الشمال والجنوب"، مردفا "كما يتجسد ذلك في النموذج الذي أعرفه جيدا، نموذج التعاون متعدد الأوجه بين المملكتين المغربية والإسبانية في التعاطي مع الظاهرة". وأكد رئيس مجلس النواب، أنه "يتعين على كافة الديمقراطيين من أحزاب وقوى ومن مثقفين ومؤسسات، في الشمال، العمل على قلب معادلة ربط مشاكل المجتمعات الأروبية بظاهرة الهجرة والتصدي لخطاب كراهية الأجانب، وتذكرِ الأدوار التاريخية للمهاجرين في اقتصادات عدد من بلدان أروبا، وإسهام العديد منهم وأبنائهم ومواطينهم، في الإشعاع العلمي والثقافي والرياضي لهذه البلدان".