قال شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إن وزارته انكبت على وضع تصور شامل لنظام التوجيه المدرسي والمهني والإرشاد الجامعي في ارتباطه بقطاعي التكوين المهني والتعليم العالي. وأكد بنموسى، خلال كلمته في اليوم الدراسي حول نظام التوجيه المنظم من طرف المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، اليوم الأربعاء 17 ماي 2023، أن هذا التصور يرتكز على محورية المشروع الشخصي للمتعلم، باعتباره آلية تجسد اختيارات المتعلم وفق قدراته وميولِه. ويرتكز هذا التصور حسب المسؤول الحكومي، على ضرورة مواكبةِ المتعلم من طرف المتدخلين بالمؤسسات التربوية والتكوينية في سيرورة مشروعه الشخصي، منذ التعليم الابتدائي إلى الاندماج في الحياة العملية، وبالتدرج عبر أسلاك التربية والتكوين بالتعليم المدرسي والتكوين المهني والتعليم العالي، في إطار رؤية مندمجة، وعمل تشاركي وتكاملي بين مختلف الفاعلين من القطاعات الثلاثة، إلى جانب تعزيز انفتاح المؤسسات التعليمية على الأسر وإشراكها في الحياة المدرسية لأبنائها. وأضاف أن الوزارة عملت على ضبط خدمة المواكبة التخصصية المسندة للمستشارين في التوجيه التربوي وفق معاييرَ وضوابطَ للجودة، بمكوناتها الثلاثة المتمثلة في الإعلام المدرسي والمهني، والاستشارة، والمواكبة النفسية الاجتماعية، إلى جانب إعدادِ عُدةٍ خاصةٍ بمواردَ منهجيةٍ وعمليةٍ تهدف إلى ضمان الاستجابة لطلبات المتعلمين وحاجاتهم وخصوصياتهم. وذلك تعزيزا لِحَقِّ المتعلمين في المساعدة على تدقيق اختياراتهم المتعلقة بالتوجيه. وتابع: "سعيا إلى دعم إعمال هذه المقاربة التفريدية، تم الاشتغال على توفير الشروط الملائمة من خلال برمجة تعميم فضاءات التوجيه المدرسي والمهني على جميع المؤسسات الثانوية، والرفع من أعداد المستشارين في التوجيه التربوي في إطار مخطط تكويني لمضاعفة أعداد الممارسين حاليا بالمؤسسات الثانوية والبالغ عددهم اليوم 1127 مستشاراً". وكشف الوزير أنه تم منذ سنتين اقتراح تكوين 1400 مستشار إضافي على امتداد أربعة أفواج، وتم تخريج أول فوج من 348 مستشارا نهاية السنة الدراسية الماضية، وهذه السنة يتكون الفوج الثاني من 329 مستشارا متدربا سيتخرجون نهاية السنة الدراسية المقبلة ومن الاستمرار بفوجين من 350، للعودة بعدها إلى تكوين أفواج من 100 مستشار كل سنة لتحسين نسبة المواكبة التخصصية، وتعويض المغادرة لمختلف الأسباب. كما عملت الوزارة كذلك، يضيف المسؤول ذاته، وبتنسيق منتظم مع قطاع التكوين المهني، على إرساء مسطرة جديدة للتوجيه المدرسي والمهني تدمج التكوين المهني كاختيار قائم الذات إلى جانب باقي الاختيارات الدراسية الأخرى، وتعتمد تدبيرا رقميا شاملا لكل العمليات المندرجة في إطارها عبر منظومة "مسار". وأشار شكيب بنموسى إلى أنه تم، ولأول مرة في تاريخ مسطرة التوجيه، تخصيص محطة أولى من هذه المسطرة لفائدة تلاميذ السنة الختامية من التعليم الثانوي الإعدادي بهدف تمكينهم من التعبير عن اختياراتٍ دراسية أولية مصحوبة بأهدافهم المهنية المستقبلية وميولاتهم الدراسية والمهنية عبر استمارات خاصة، وتمكينهم من التعرف على آراء المستشارين في التوجيه التربوي بخصوص مدى انسجام اختياراتهم مع جانبياتهم، ومن تعديلها عند الضرورة قبل الشروع في إجراءات الحسم فيها عبر الآليات المؤسَّسِيَّة الموضوعة لهذا الغرض. ولفت بنموسى إلى أن وزارة التربية الوطنية تحرص على إدماج مكون التوجيه المدرسي والمهني، في مشروع المؤسسة المندمج، بالإضافة إلى برامج وأنشطة الأندية التربوية. وأدرجت الوزارة مكونا خاصا باستكشاف المهن والمشروع الشخصي للمتعلم ضمن البرامج الدراسية للمستويات الثلاثة الأخيرة من التعليم الابتدائي، وأعدت دليلا خاصا بأنشطة هذا المكون ووضعته رهن إشارة هيئة التدريس، بما سيسمح للمتعلمين منذ سنٍّ مبكرةٍ باكتساب معارفَ ومهاراتٍ مرتبطةً بالانفتاحِ على العالم المهني والاستئناسِ بمفهوم المشروعِ الشخصيِّ للمتعلم. واسترسل الوزير بالقول، إنه "دعما لقدرات باقي الأطر في تفعيل الوظيفة التوجيهية للمؤسسة التعليمية، تم إدراج مجزوءات خاصة بدعم المشاريع الشخصية للمتعلمين ضمن التكوين التأهيلي لهيئة التدريس بالابتدائي والثانوي، ولأطر الإدارة التربوية وأطر الدعم التربوي والإداري والاجتماعي بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين". وشدد على أن خارطة الطريق تسعى إلى إعطاء دفعة قوية لهذا التراكم مع فتح آفاق جديدة لتجاوز العديد من الإكراهات والمشاكل التي تحول دون الارتقاء بنظام التوجيه.