قام عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أمس الثلاثاء، بزيارة ميدانية لإقليم شتوكة آيت باها بجهة سوس-ماسة. وذلك برفقة والي جهة سوس ماسة ورئيس الجهة وعامل إقليم شتوكة ايت باها ووفد من مسؤولي الوزارة. وأوضح بلاغ للوزارة أن الزيارة همّت تتبّع المشاريع التي تم إطلاقها على مستوى إقليم شتوكة آيت باها في إطار مخطط المغرب الأخضر وإطلاق مشاريع جديدة للتنمية الفلاحية والقروية تندرج في إطار استراتيجية "الجيل الأخضر 2020-2030". ويتعلق الأمر، حسب المصدر ذاته، بزيارة محطة تحلية مياه البحر من أجل السقي والتزويد بالمياه الصالحة للشرب لأكادير الكبرى، وإطلاق أشغال إعادة تأهيل الطريق على مستوى المدار السقوي لماسة، وزيارة الميدان التجريبي للمعهد الوطني للبحث الزراعي وإطلاق أشغال غرس الأركان على مساحة 406 هكتار على مستوى الجماعات الترابية بلفاع وآيت ميلك. وبخصوص محطة تحلية مياه البحر من أجل سقي مدار شتوكة والتزويد بالمياه الصالحة للشرب لأكادير الكبرى، يضيف البلاغ أنه على مستوى الجماعات الترابية سيدي بيبي وإنشادن، اطلع الوزير على مدى تقدم أشغال شبكة الري لمدار شتوكة المبرمجة في إطار مشروع تحلية مياه البحر من أجل سقي مدار شتوكة والتزويد بالمياه الصالحة للشرب لأكادير الكبرى. كما كانت مناسبة للاطلاع على تقدم الأشغال بمحطة تحلية مياه البحر التابعة للمشروع. وأضاف أن هذا المشروع الضخم، يندرج في إطار الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك نصره الله، والتي تولي أهمية كبيرة للتنمية المستدامة في المملكة، والحفاظ على البيئة والموارد الجوفية وكذلك لتعزيز الطاقات الخضراء. كما يمكّن هذا المشروع من دعم تنمية منطقة سوس ماسة التي تتميز بديناميكية اجتماعية واقتصادية وحضرية وسياحية كبيرة. ويتكون هذا المشروع من إنشاء أعمال بحرية ومحطة لتحلية المياه وبنية تحتية للري. فيما يخص شبكة الري، أوضح البلاغ أنها تضم قنوات توصيل المياه المحلاة على طول 22 كلم و 5 محطات للضخ، وقنوات توزيع مياه الري على طول 487 كلم وشبكة ربط بطول 300 كلم وكذا 1300 منارة لتوزيع مياه الري، مشيرا إلى أن المعدل الإجمالي لتقدم الأشغال يبلغ حوالي 56٪ على امتداد 250 كلم. وأكد أنه يهدف إلى تأمين الري ل 1500 هكتار في سهل شتوكة عن طريق تحلية مياه البحر بدلاً من المياه وسيساهم في الحفاظ على النشاط الفلاحي الذي تتميز به الجهة بما في ذلك المزروعات ذات القيمة المضافة العالية. أما بالنسبة لمحطة تحلية مياه البحر، أشار المصدر ذاته إلى أن نسبة تقدم الأشغال بلغت 85,4٪. وسيتم التشغيل الجزئي للمحطة في أبريل 2021. وستوفر في المرحلة الأولى 275.000 متر مكعب في اليوم ضمنها 125.000 متر مكعب في اليوم لاحتياجات مياه الري. كما ستنتج هذه المنشآت في نهاية المطاف 400.000 متر مكعب/يوم من المياه المحلاة، سيتم تقاسمها بالتساوي بين مياه الشرب ومياه الري. وأكّد بلاغ الوزارة أن مشروع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وبتكلفة إجمالية تبلغ 4.4 مليار درهم، جاء نتيجة لتضافر الجهود والموارد بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (ONEE). كما قام الوزير، يضيف المصدر، بالإشراف على إطلاق أشغال تشييد وتأهيل الطريق بالمدار السقوي لماسة. ويتعلق الأمر بتشييد وإعادة تأهيل 30,4 كيلومترا من الطرق مع 45 منشأة فنية والصرف الصحي لشبكة مياه الأمطار على مستوى الجماعات الترابية بآيت عميرة وبلفاع. وبتكلفة إجمالية تقدر ب16.7 مليون درهم على مدى 12 شهرا، أكد البلاغ أن هذا المشروع يهدف إلى دعم مشروع تحلية مياه البحر. وسيمكن من تسهيل استغلال واستصلاح التهيئة الهيدروفلاحية، وتحسين ظروف نقل المنتجات الفلاحية واليد العاملة، وكذلك الظروف المعيشية للساكنة. وعلى مستوى التطورات الكبيرة في الأبحاث بخصوص الأركان، يضيف البلاغ أنه على مستوى جماعة بلفاع، قام الوفد بزيارة المحطة التجريبية بأكادير ملك الزهر التابعة للمعهد الوطني للبحث الزراعي. حيث تغطي التجارب البحثية التي أجريت في هذه الضيعة البالغة 73 هكتارا، عدة سلاسل بما في ذلك الصبار والأركان والطماطم والحوامض والموز والزعفران والستيفيا والشعير والقمح. وأشار البلاغ إلى أن برنامج البحث الخاص بشجرة الأركان، يهدف إلى اختيار وإنشاء أنماط وراثية فعالة من حيث إنتاج الزيت وجودته، وتطوير تقنيات الاكثار المطابقة والمتعددة لشجرة الأركان، وكذلك تحسين تقنيات إنتاج زراعة الأركان، مشدّدا على أن التجارب والأبحاث التي قام بها المعهد الوطني للبحث الزراعي على شجرة الأركان، تُمكّن اليوم من تحقيق تقدم كبير من حيث التحسين الوراثي وتحسين تقنيات زراعة وإنتاج الأركان. فمن حيث التحسين الوراثي، يضيف البلاغ، تم تطوير ستة أنواع من الأركان وإدراجها في الكتالوج الرسمي، وهناك أنواع أخري طور التسجيل. وتمكن الأصناف الجديدة التي تم تطويرها من تحسين الإنتاجية والجودة، لا سيما بالنسبة لزيوت الأركان، مبرزا أنه يتم حاليا الإكثار الخضري لهذه الأصناف، عبر استعمال تقنيات التلقيم والتجدير، كما يتم تطوير تقنيات زراعة الأركان لا سيما من حيث المتطلبات المائية والتخصيب. كما تمكن هذه التطورات من تحقيق خطوة مهمة في تدجين شجر الأركان وفي إتقان علم الوراثة لشجرة الأركان. وستمكن من تسهيل الانتقال إلى سلسلة منظمة ومضبوطة. وعلى مستوى جماعتي بلفاع وآيت ميلك، أوضح البلاغ، أن الوزير أشرف على إطلاق أشغال تحويل غرس الأركان إلى الأركان الفلاحي على مساحة 406 هكتار. ويندرج هذا المشروع في إطار برنامج تنمية الأركان الفلاحي على مساحة 10.000 هكتار بحلول عام 2022 الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك في فبراير 2020. وبتكلفة إجمالية تقدر ب 8,80 مليون درهم، أكّد المصدر أنه هذا المشروع، الممتد للفترة 2021-2023، سيمكّن من استفادة 89 فلاحا، منهم 19 امرأة و 11 شابا. وهو ما سيساعد على تحسين دخل المستفيدين لتصل إلى حوالي 24000 درهم/هكتار وإحداث حوالي 20300 يوم عمل/سنة. وخلص البلاغ إلى أن هذا المشروع، يهدف إلى تطوير غرس الأركان الفلاحي، وتقوية قدرات التنظيمات المهنية لمنتجي الأركان، والمحافظة على التربة وحمايتها من التعرية والترمل. كما سيساعد هذا المشروع في تحقيق محصول من فاكهة الأركان يبلغ 6 طن/هكتار في سنة الإطلاق والرفع من الإنتاج بالإقليم ب 2436 طن/سنة.