دعت هيئة رئاسة فرق الأغلبية بمجلس النواب، الحكومة إلى تسريع وتيرة رؤيتها بجعل قطاع التشغيل والاستثمار، على رأس الأولويات خلال ما تبقى من عمر هذه الولاية الحكومية، وذلك لمواجهة إشكالية البطالة في صفوف الشباب. جاء ذلك في بلاغ لهيئة رئاسة فرق الأغلبية بمجلس النواب، أشارت فيه إلى تأسفها عن الوضع بمدينة الفنيدق التي كانت مسرحا لمحاولات هجرة جماعية لشباب وأطفال قاصرين، بما فيهم مهاجرين من جنسيات مختلفة، نحو مدينة سبتةالمحتلة. وقالت الهيئة في بلاغها الذي تتوفر "العمق" على نسخة منه، إن الشباب يعتبر الثروة الحقيقية للدولة ومصدر قوتها ومشعل مستقبلها، مشددة على ضرورة العمل على دراسة الأسباب العميقة والحقيقية الكامنة وراء هذه ظاهرة الهجرة السرية للشباب المغربي. وأشارت الهيئة إلى أن أحداث معبر باب سبتة كان "مخططا لها بشكل مسبق وغير مسبوق، عبر الإعلان عن توقيت محدد للعملية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف المس بصورة المغرب أمام المنتظم الدولي". وأشاد رؤساء الفرق ب"الجهود الاستثنائية التي بذلتها السلطات المغربية، بمهنية عالية وحكمة واحترام تام للضوابط القانونية، وبكل حزم ومسؤولية ومنطق اليقظة لإحباط هذه العملية والسيطرة على الوضع وضمان الأمن والاستقرار بالمنطقة؛ والحفاظ على أرواح هؤلاء". وفي هذا الإطار، قالت الهيئة إنها بطلب عقد اجتماع مشترك عاجل للجنتي القطاعات الاجتماعية والتعليم والثقافة والاتصال، بحضور كل من وزير الادماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، ووزيرة التضامن والادماج الاجتماعي والأسرة، ووزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزير الشباب والثقافة والتواصل. وأوضحت الهيئة أن الدعوة لهذا الاجتماع يأتي لتدارس الاستراتيجية الحكومية الكفيلة بالنهوض بدينامية التشغيل ومكافحة ظاهرة الهجرة غير النظامية، كما تداولتها وتناولتها وسائل التواصل الاجتماعي. كما سيناقش الاجتماع، مواجهة التأثيرات السلبية لبعض الوسائط الافتراضية التي تؤثر على المجتمع بحثا عن رفع نسب المشاهدة، ولو على حساب القيم المجتمعية ودور الأسرة في تحصين وحماية أبنائها من الاستلاب بمختلف أبعاده، وكذا الوظيفة التربوية والتنشئة على قيم المواطنة الحقة وجعل المدرسة أداة للارتقاء الاجتماعي وبناء مجتمع العلم والمعرفة، وفق البلاغ ذاته. يُشار إلى أن هيئة رئاسة فرق الأغلبية بمجلس النواب تتكون من فرق التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة، الاستقلال، إلى جانب الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي. وكانت السلطات المغربية قد أحبطت محاولات هجرة جماعية كبيرة نفذها آلاف الأشخاص للوصول إلى مدينة سبتةالمحتلة، خلال نهاية الأسبوع الماضي، عقب دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لاقتحام المدينةالمحتلة يوم 15 شتنبر. وأسفرت العملية الأمنية المكثفة التي استمرت عدة أيام، عن اعتقال أكثر من 4455 شخصًا، بينهم 3795 مغربيًا بالغًا، و141 قاصرًا، و519 أجنبيًا، في حين تم وضع 70 شخصًا رهن تدابير الحراسة النظرية للاشتباه في تنظيمهم عمليات الهجرة غير المشروعة من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والجزائر. واتهمت الحكومة المغربية "جهات غير معروفة" بالوقوف وراء الأحداث التي شهدتها مدينة الفنيدق مؤخرا، حيث أعرب الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، عن أسفه ل"تحريض بعض الشباب من طرف جهات غير معروفة عبر استغلال منصات التواصل الاجتماعي لدفعهم إلى الهجرة". وكشف المسؤول الحكومي عن إحالة 152 شخصا على العدالة بتهم التحريض على الهجرة السرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن القوات العمومية أحبطت جميع المحاولات.