أشاد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، بالتعاون الذي يجمع المملكة المغربية ومنظمة ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD)، مشيرا إلى أن التعاون بين الطرفين يعود إلى سنوات طويلة، حيث انضمت المملكة إلى المبادرة الإقليمية لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن أجل تعزيز التعاون بين الطرفين، تم توقيع بروتوكول جديد لتعزيز التعاون بين المغرب والمنظمة حول أولويات استراتيجية جديدة. وأوضح رئيس الحكومة في كلمة له، في إطار اختتام البرنامج القطري الثاني بين المغرب ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD)، أن البرنامج يرمي إلى دعم مجالات متعددة، من الحكامة العمومية إلى التنمية المجالية. كما أنه يعزز الحوار والتعاون بين المغرب ودول أعضاء المنظمة، ويهدف إلى ترسيخ السياسات العمومية التي اعتمدتها المملكة بناءً على ممارسات المنظمة المثلى. واستعرض أخنوش أهم الانجازات التنموية للمغرب، معتبرا أن المغرب أصبح نموذجًا إقليميًا في تعزيز المؤسسات الديمقراطية والحديثة، من خلال إصلاحات هامة مثل دستور 2011 ومدونة الأسرة، إلى جانب تطوير البنى التحتية التي تعكس طموح المملكة في أن تصبح مركزًا استراتيجيًا في إفريقيا. وحسب المتحدث، فإن فالمغرب يمتلك اليوم شبكة طرق سريعة تمتد لأكثر من 2000 كيلومتر، بالإضافة إلى أول خط قطار فائق السرعة في إفريقيا وأكبر ميناء في القارة، كما تستمر المملكة في تعزيز مكانتها بإنشاء موانئ جديدة على المحيط الأطلسي وتوسيع شبكتها الجوية عبر 19 مطارًا دوليًا. وفيما يتعلق بالعلاقات الإفريقية، أكد أخنوش أن المغرب نسج شبكة من العلاقات القوية مع القارة الإفريقية، حيث قام الملك محمد السادس بأكثر من 50 زيارة لأقطار إفريقية على مدى العقدين الماضيين، وأسفرت هذه الجهود عن توقيع أكثر من 1,000 اتفاقية تعاون مع دول القارة. في مجال التنمية المستدامة، شدد أخنوش أن المغرب أصبح من بين الدول الرائدة في هذا المجال، حيث تمثل الطاقات المتجددة 38% من مزيج الطاقة في البلاد، مع طموح لزيادة هذه النسبة إلى 50% بحلول عام 2030، مضيفا أن المغرب يعمل على تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر ليصبح فاعلًا رئيسيًا في إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي. من ناحية أخرى، شدد رئيس الحكومة على أن المغرب يواصل جذب الاستثمارات الدولية، مستفيدًا من اتفاقيات التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بالإضافة إلى دوره في منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية (ZLECAF)، مما يمنح المستثمرين وصولًا إلى سوق يضم ملياري مستهلك. وأضاف رئيس الحكومة أن التحديات العالمية، مثل الجفاف وارتفاع معدلات البطالة في القطاع الفلاحي، لم تمنع المملكة من الاستمرار في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية في مجالات الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم، مسجلا أن هذه الإصلاحات أسهمت في تحسين مستوى التغطية الصحية وتقديم مساعدات مالية للأسر الأكثر هشاشة. وفيما يخص مواجهة تحديات المياه، أوضح رئيس الحكومة أن المغرب يعمل على تنويع مصادر إمدادات المياه من خلال خطة وطنية ضخمة بميزانية تتجاوز 14 مليار دولار، تشمل إطلاق محطات لتحلية المياه. وأشاد عزيز أخنوش، بالخطوات الهامة التي اتخذتها الحكومة لتحفيز الاستثمار، بما في ذلك الإصلاح الضريبي وتعبئة الأراضي، إلى جانب تحسين بيئة الأعمال من خلال رقمنة الإجراءات الإدارية وإصلاح مرسوم الصفقات العمومية. كما أشار إلى أن المملكة نجحت في الخروج من مسلسل المتابعة المعززة لمجموعة العمل المالي الدولية (GAFI) في فبراير 2023، وهو ما يعكس وفاء المغرب بالتزاماته في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. واختتم أخنوش كلمته بالتأكيد على عزم المغرب مواصلة تعميق التعاون مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وذلك من خلال خطط لتطوير تعاون ثلاثي مع المنظمة والاتحاد الإفريقي، إلى جانب استكشاف إمكانيات جديدة للتعاون، بما في ذلك برنامج تبادل الموظفين المغاربة.