اعتبر تقرير نشره معهد السلام الأمريكي، أن اعتراف فرنسا مؤخرًا بسيادة المغرب على الصحراء يمثل خطوة حاسمة في إنهاء أحد أطول الصراعات في إفريقيا. ووفقًا لتقرير المعد من قبل مدير برامج شمال إفريقيا بالمعهد، توماس هيل، فإن الخطوة الفرنسية، إلى جانب التفوق العسكري المغربي، عزز من السيطرة المغربية على الصحراء، مما يدفع المجتمع الدولي نحو قبول هذا الواقع الجديد. وأكد التقرير على أن استمرار جبهة البوليساريو والجزائر في إنكار الواقع الجديد لن يؤدي إلا إلى مزيد من العزلة والخسارة. مشيرا أن الاعتراف بالسيادة المغربية، والتفاوض على شروط تضمن مصالح "الشعب الصحراوي"، هو الطريق الأكثر واقعية وعقلانية لإنهاء هذا النزاع الطويل. ويرى هيل أن التحول الدولي يُلزم جبهة البوليساريو، بإعادة النظر في موقفها والقبول بشكل من أشكال الحكم الذاتي داخل المغرب، وهو الخيار الذي بات الأنسب لها وللجزائر، داعمتها الرئيسية. داعيا البوليساريو والجزائر إلى اغتنام هذه الفرصة للتفاوض على أفضل شروط السلام الممكنة، قبل أن يصبح الوضع الراهن دائمًا. وأوضح أن الزخم الدولي الآن يصب في صالح المغرب، حيث أن المزيد من الدول تنضم إلى ركب الاعتراف بسيادته على الصحراء. ويرى هيل أن جبهة البوليساريو والجزائر يجب أن تسعيا للتفاوض على تسوية تشمل التنازلات التي عرضها المغرب في خطته للحكم الذاتي لعام 2007، قبل أن تُفرض عليهم تسوية أقل ملاءمة. ولفت إلى أن الاعتراف الفرنسي يضاف إلى سلسلة من التحولات في الموقف الدولي تجاه النزاع في الصحراء المغربية، التي بدأت مع إعلان الولاياتالمتحدة في عام 2020 اعترافها بالسيادة المغربية على الإقليم. منذ ذلك الحين، تبعت العديد من الدول هذه الخطوة، مما جعل قبول السيادة المغربية على الصحراء يتزايد على نطاق واسع. ويؤكد التقرير أن فرنسا، باعتبارها الفاعل الأجنبي الأكثر نفوذًا في منطقة المغرب العربي، تلعب دورًا محوريًا في هذا التحول الدولي. من الواضح أن فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في المنطقة، ترى مستقبلها الاقتصادي مرتبطًا بالمغرب، وليس بالجزائر، وهذا ما دفعها إلى إنهاء موقفها الحيادي تجاه النزاع. ويشير التقرير إلى أن النزاع في الصحراء المغربية استمر لعقود طويلة، منذ انسحاب إسبانيا من الإقليم في عام 1975، حينما أعلن المغرب سيادته عليه. وخلال هذه الفترة، شنت جبهة البوليساريو حربًا على المغرب بدعم من الجزائر، لكن جهودها العسكرية لم تحقق استقلال الإقليم. وفي عام 1991، تدخلت الأممالمتحدة ببعثة لحفظ السلام تهدف إلى تنظيم استفتاء حول مصير الصحراء، لكن هذا الاستفتاء لم يُجرَ أبدًا، وبقي الإقليم تحت السيطرة المغربية.