قالت سفيرة المغرب بفرنسا، سميرة سيتايل، إنها سعيدة بالقرار التاريخي الذي أعلنت عنه فرنسا هذا الأسبوع بخصوص قضية الصحراء المغربية، والذي يؤكد على أن مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب هو "الأساس الوحيد" لتسوية النزاع المفتعل. وقالت ممثلة الديبلوماسية المغربية في فرنسا خلال ظهورها، أمس الجمعة، على قناة "أوروبا 1" إن الرباط لا يسعها إلا أن تفرح بهذا التطور الهام لباريس، مع العلم أن هذا الموقف لم يأت من فراغ، وأضافت: "هناك خطة للحكم الذاتي قدمها المغرب منذ عام 2007 وفرنسا تدعم خطة الحكم الذاتي هذه. والجديد اليوم هو أن هذا الدعم من فرنسا فيما يتعلق بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية تعتبره فرنسا الآن الأساس الوحيد لتسوية النزاع". وقالت سيتايل إن القرار الفرنسي لم يكن مفاجئا، وهو قرار ينسجم مع موقف باريس بشأن هذا الصراع منذ عام 2007 على الأقل. عندما وضع المغرب اقتراح الحكم الذاتي على طاولة المفاوضات، حينها كانت فرنسا أول بلد يرحب بهذا المقترح المغربي. وأشارت إلى أن القرار هو تتويج لأشهر من المناقشات، والتي كان الهدف منها إعادة بناء العلاقة التي كانت بين البلدين. وبخصوص قرار الجزائر بالسحب الفوري لسفيرها بفرنسا احتجاجا على رسالة "امانويل ماكرون"، استغربت سميرة سيتايل من عدم اتخاذ نفس القرار من طرف حكام الجزائر مع الولاياتالمتحدةالأمريكية عندما اعترفت بسيادة المغرب على صحرائه عام 2020. وأعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون رسميا في رسالة وجهها إلى الملك محمد السادس أنه "يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية"، وذلك بحسب ما نقله بلاغ للديوان الملكي. وفي الرسالة ذاتها، والتي تتزامن مع تخليد الذكرى ال 25 لعيد العرش، أكد رئيس الجمهورية الفرنسية للملك "ثبات الموقف الفرنسي حول هذه القضية المرتبطة بالأمن القومي للمملكة"، وأن بلاده "تعتزم التحرك في انسجام مع هذا الموقف على المستويين الوطني والدولي". وتحقيقا لهذه الغاية، يضيف بلاغ الديوان الملكي، شدد الرئيس إيمانويل ماكرون على أنه "بالنسبة لفرنسا، فإن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الإطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية. وإن دعمنا لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 واضح وثابت". وأضاف الرئيس الفرنسي أن هذا المخطط "يشكل، من الآن فصاعدا، الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي، عادل، مستدام، ومتفاوض بشأنه، طبقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ". وبخصوص مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، يرى رئيس الدولة الفرنسية أن "توافقا دوليا يتبلور اليوم ويتسع نطاقه أكثر فأكثر"، مؤكدا أن "فرنسا تضطلع بدورها كاملا في جميع الهيئات المعنية"، وخاصة من خلال دعم بلاده لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ولمبعوثه الشخصي. وشدد الرئيس ماكرون في رسالته قائلا "حان الوقت للمضي قدما. وأشجع، إذن، جميع الأطراف على الاجتماع من أجل تسوية سياسية، التي هي في المتناول". من جهة أخرى، وبعدما نوه بجهود المغرب من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصحراء المغربية، أعرب رئيس الجمهورية الفرنسية عن التزامه بأن "تواكب فرنسا المغرب في هذه الخطوات لفائدة الساكنة المحلية ". ويشكل إعلان الجمهورية الفرنسية، العضو الدائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تطورا هاما وبالغ الدلالة في دعم السيادة المغربية على الصحراء. ويندرج في إطار الدينامية التي يقودها الملك محمد السادس، وتنخرط فيها العديد من البلدان في مختلف مناطق العالم، لفائدة الوحدة الترابية للمغرب ولمخطط الحكم الذاتي كإطار حصري لتسوية هذا النزاع الإقليمي.