أكد أحمد نورالدين، الخبير في العلاقات الدولية والباحث في شؤون الصحراء، أن الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء يعتبر بمثابة إطلاق "رصاصة الرحمة" على المشروع الانفصالي الذي تدعمه الجزائ، مضيفا لذلك يمكن القول الآن"game over".. انتهت اللعبة." وأوضح نورالدين في تصريح له لجريدة "العمق"، أن المغرب حسم المعركة وانتهت اللعبة، بعد الاعتراف الأمريكي في 2020، ومراجعة الموقف الإسباني في 2021، حيث جاءت الخاتمة من فرنسا في 2024، كهدية للمغرب في الذكرى الفضية لعيد العرش وما تحمله من رمزية. وسجل المحلل السياسي ذاته، أن الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء يعكس تطورا نوعيا في السياسة الدولية تجاه النزاع في المنطقة، مشيرا أن هذا التحول يعزز من موقف المغرب في المنظمات الدولية ويضعف من موقف البوليساريو والجزائر التي كانت تسعى لدعم مشروعها الانفصالي. وأكد نورالدين أن الدعم الدولي المتزايد لمغربية الصحراء يظهر أن الحل الوحيد المقبول دوليا هو السيادة المغربية على الصحراء، لافتا إلى أن هذا الاعتراف الفرنسي سيكون له تأثيرات إيجابية على العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، حيث سيعزز من التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين. وأكد نور الدين، أن الاعتراف الفرنسي سيعزز من ثقة المستثمرين الأجانب في استقرار الأقاليم الجنوبية وسيجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وأن الشركات الفرنسية ستستفيد من هذا التحول السياسي من خلال زيادة استثماراتها في المغرب والمشاركة في مشاريع تنموية كبرى في المناطق الجنوبية، مؤكدا أن المغرب سيستمر في سياسته التنموية في الأقاليم الجنوبية، مستفيدا من الدعم الدولي لتعزيز البنية التحتية وتحسين مستوى المعيشة للسكان. وسجل الخبير في شؤون الصحراء، أن الاعتراف الفرنسي لن يمر بدون ردود فعل من قبل الجزائر والبوليساريو، لكن هذه الردود لن تكون لها تأثير كبير على موقف المجتمع الدولي الذي أصبح يميل بشكل واضح لصالح المغرب، مشددا على أن المغرب مستعد لأي تحديات قد تواجهه وأنه يمتلك القدرة على التعامل معها بفضل قوته الدبلوماسية والاقتصادية. ولفت نور الدين، أن الخارجية الفرنسية لم ترد على بيان الجزائر بسبب وجود بروتوكول متفق عليه بين الأطراف المعنية، "باريس والرباط"، لتحديد التوقيت والمضمون المناسب للإعلان الرسمي، موضحا أن فرنسا ترغب في أن يكون إعلان موقفها متزامنا مع ذكرى عيد العرش للمغرب، ما دفع الجزائر لمحاولة عرقلة هذا التوقيت برمي حجر في البركة لإفساد الهدية الفرنسية. وقال نورالدين: "أعتقد أن فرنسا فطنت لمحاولة الجزائر إفساد الترتيبات الدبلوماسية مع المغرب حول الإعلان عن اعترافها بسيادة المملكة على الساقية الحمراء ووادي الذهب، لذلك سكتت الخارجية الفرنسية عن الرد على بيان الجزائر." وأشار إلى أن من واجب أي دبلوماسية في العالم أن ترد على أي هجوم يمس بلدها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتدخل الجزائري في السياسة الخارجية لفرنسا. وأشار الى أن إبلاغ فرنسا للجزائر بموقفها قبل الإعلان الرسمي يعود لسببين: الأول هو الأعراف الدبلوماسية للدول العريقة التي تقتضي إعلام الجهات المعنية قبل اتخاذ موقف حاسم، والثاني هو السياسة النفعية التي تسعى من خلالها فرنسا للحفاظ على مصالحها الاقتصادية في الجزائر، خاصة في قطاع الغاز. واعتبر نورالدين أن رد الفعل الجزائري في 25 يوليو كان غير احترافي وغير مهني، إذ أصدروا بيانا رسميا للرد على موقف لم تعلنه فرنسا بعد، مما جعل من الدبلوماسية الجزائرية أضحوكة في الأوساط الدبلوماسية العالمية. وأوضح أن "الصدمة كانت قوية" لدى النظام العسكري الجزائري مما دفعهم للرد بعنف على هذا التحول الدبلوماسي.