تترقب المديرية العامة للأرصاد الجوية تغييرا في الحالة الجوية العامة بدءًا من يوم الأربعاء إلى يوم الجمعة، حيث ستشهد درجات الحرارة ارتفاعاً ملموساً مع طقس حار، خصوصاً في جنوب البلاد وجنوب شرق البلاد، وكذلك في السهول الداخلية لشمال ووسط البلاد، حيث من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة المتوقعة المعدل الموسمي ب 5 إلى 12 درجات. وأوضح الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، أن هذا الارتفاع يُعزى إلى نشاط المنخفض الحراري الصحراوي وامتداده نحو جنوب البلاد، مما يؤدي إلى صعود كتل هوائية حارة وجافة قادمة من الصحراء الكبرى نحو هذه المناطق، وهي ما يُعرف بظاهرة "الشركي". وأكد يوعابد في تصريح لجريدة "العمق"، أن "موجة الشركي" ستؤثر على داخل الأقاليم الجنوبية، المناطق الجنوبية الشرقية، داخل سوس، السهول الداخلية لشمال ووسط البلاد، سهول تادلة، الحوز، الرحامنة، تانسيفت، هضاب الفوسفاط والماس، بالإضافة إلى سايس وشرق البلاد. وأضاف أن درجات الحرارة العليا ستكون مرتفعة مع مستوى يقظة برتقالي، من يوم الأربعاء وحتى يوم الجمعة، وستتراوح ما بين 42 و47 درجة في كل من داخل أقاليم الجنوب، والمناطق الداخلية لسوس وجنوب شرق البلاد، وكذلك سهول تادلة، الحوز، الرحامنة، خصوصاً مناطق: فقيه بن صالح، بني ملال، قلعة السراغنة، مراكش، الرحامنة، خنيفرة، زاكورة، تنغير، الراشيدية، تارودانت، طاطا، أسا-زاك، سمارة وأوسرد، فكيك، جرادة، زاكورة، تنغير، الراشيدية وطاطا. ومع استمرار موجة الحرارة، تنصح المديرية العامة للأرصاد الجوية بعدم التعرض لأشعة الشمس طيلة ساعات النهار وشرب الماء بكثرة والانتباه للأطفال والمسنين. وسُجِّل رقم قياسي جديد في درجات الحرارة المرتفعة للشهر الثالث عشر على التوالي. وأوردت بيانات خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ أن متوسط درجات حرارة شهر يونيو الماضي تجاوز المعدل المقدر للفترة المرجعية ما قبل الصناعة (1850-1900) بمقدار 1.5 درجة مئوية. ويمثل هذا الشهر الثاني عشر على التوالي الذي يصل فيه المتوسط العالمي لدرجة الحرارة إلى عتبة 1.5 درجة مئوية أو يتجاوزها. وبلغ متوسط درجة الحرارة العالمية خلال فترة الاثني عشر شهراً الماضية (يوليو 2023 – يونيو 2024) 1.64 درجة مئوية فوق متوسط فترة ما قبل الصناعة (1850-1900). كما بلغ متوسط درجة حرارة سطح البحر في يونيو 2024 على خط عرض 60 درجة جنوبا إلى 60 درجة شمالا 20.85 درجة مئوية، وهي أعلى قيمة مسجلة لهذا الشهر. وقالت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سيليست سولو: "هذه الأرقام الأخيرة من خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ تؤكد للأسف أننا سنتجاوز مستوى 1.5 درجة مئوية بشكل مؤقت وبشكل متزايد على أساس شهري. ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن التجاوزات المؤقتة لا تعني أن هدف 1.5 درجة مئوية قد ضاع بشكل دائم لأنه يشير إلى الاحترار طويل المدى على مدى عقدين على الأقل". وفي ظل هذه الظروف، قدم الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، جملة من الإرشادات لتجنب مخاطر موجة الحرارة، محذراً من أن موجة الحرارة العالية قد تؤدي في غياب الاحتياطات إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل اجتفاف الجسم أو الضربة الحرارية أو كلاهما معاً. وأوضح حمضي أن التداعيات الصحية يمكن أن تصيب الجميع، وأساساً المسنين والأطفال. وسجل أن هناك بعض الإجراءات الوقائية التي يجب اتباعها لمواجهة موجة الحرارة ومشاكلها الصحية، من بينها شرب الماء بانتظام حتى قبل الإحساس بالعطش، وتناول العصائر والشوربة للحصول على الأملاح المعدنية، والاغتسال بمياه الرشاش عدة مرات في اليوم إذا أمكن، وعدم تجفيف الجسم بعد الحمام، أو استخدام الماء لتبليل الجسم وخصوصاً الوجه والأطراف وجذع الجسم برذاذ بارد، مع تعريض الأطراف المبللة للهواء والريح أو ريح المروحة الكهربائية أو اليدوية، خاصة بالنسبة للمسنين. كما دعا إلى تناول وجبات خفيفة ومتعددة في اليوم، والتركيز على الخضروات والفواكه لمد الجسم بحاجياته من الماء والأملاح دون إنهاكه، والحفاظ على برودة المنزل أثناء النهار بإغلاق النوافذ لمنع تدفق الحرارة المفرطة من الخارج، وفتح النوافذ والأبواب لخلق تيار هوائي أثناء الليل وفي الصباح الباكر، واستخدام المكيف الهوائي لتلطيف الحرارة والمروحيات الهوائية خصوصاً بعد تبليل الجسم بالماء. ونصح حمضي بتجنب الخروج أثناء الأوقات الأشد حرارة في اليوم، من 11 صباحاً إلى 9 مساءً، وعند الضرورة ارتداء ملابس قطنية خفيفة وفضفاضة فاتحة اللون مع قبعة كبيرة، وتجنب النشاط البدني المجهد والبقاء في الظل ما أمكن، داعياً إلى عدم ترك الأطفال أو الأشخاص المسنين أو المرضى أو ذوي الاحتياجات الخاصة داخل السيارات لوحدهم.