اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، قرارا يوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في عضوية فلسطين بشكل إيجابي، فيما قررت دول أوروبيا الاعتراف بفلسطين رسميا، على رأسها إسبانيا. وقالت الجمعية العامة في قرارها إن الفلسطينيين مؤهلون لينالوا العضوية الكاملة في المنظمة، حيث ينصُ القرار على تعزيز حقوق دولة فلسطين وامتيازاتها في الأممالمتحدة، دون السماح لها بالتصويت في الجمعية العامة. ومنذ عام 1988 اعترفت 139 دولة من 193 دولة أعضاء في الأممالمتحدة بالدولة الفلسطينية. وسيسمح مشروع القرار لفلسطين بتقديم المقترحات والتعديلات وإثارة الاقتراحات الإجرائية خلال اجتماعات الأممالمتحدة، وهو ما لم يكن بوسعها القيام به من قبل. وفي ردود الفعل، رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقرار، وقال إن فلسطين ستواصل مساعيها للحصول على العضوية الكاملة بالأممالمتحدة. بالمقابل، سارع وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لانتقاد القرار، ووصفه بالسخيف وبمثابة جائزة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس". وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن ترى أن دولة فلسطينية يجب أن تبصر النور في مفاوضات مباشرة وليس في إطار الأممالمتحدة، وذلك بعدما جددت فلسطين طلبها لنيل العضوية الكاملة في الأممالمتحدة. كما نددت السلطة الفلسطينية، منتصف الشهر الماضي، بالفيتو الأميركي (حق النقض) في مجلس الأمن ضد عضوية كاملة لفلسطينبالأممالمتحدة، في حين هنأت إسرائيل واشنطن على موقفها هذا. كان ذلك خلال تصويت مجلس الأمن على مشروع القرار الذي قدمته الجزائر ويوصي بقبول دولة فلسطين عضوا بالمنظمة الدولية، ووافقت 12 دولة على القرار، فيما امتنعت بريطانيا وسويسرا، واعترضت الولاياتالمتحدة مستخدمة الفيتو باعتبارها إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. اعتراف أوروبي من جهته، ذكر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مساء أمس الخميس أن إسبانيا وأيرلندا ودولا أخرى بالاتحاد الأوروبي تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية في 21 ماي الجاري. وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في مارس آذار إن إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا ومالطا اتفقت على اتخاذ الخطوات الأولى نحو الاعتراف بدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، باعتبار أن حل الدولتين ضروري لتحقيق سلام دائم. وردا على سؤال لمحطة الإذاعة الإسبانية (آر.إن.إي) عما إذا كان ال21 من الشهر الجاري هو الموعد الذي ستعترف فيه إسبانيا وأيرلندا إلى جانب دول أخرى في الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطينية، أكد بوريل ذلك مشيرا إلى سلوفينيا أيضا. وأضاف "هذا عمل رمزي ذو طبيعة سياسية. أكثر من مجرد اعتراف بدولة، سيعترف بإرادة تلك الدولة (الفلسطينية) في الوجود"، مضيفا أن بلجيكا وبلدانا أخرى ستتخذ القرار ذاته على الأرجح. وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس في وقت سابق إن قرار الاعتراف بدولة فلسطينية اتُخذ، دون تحديد موعد إعلانه. وفي حين لم يرد متحدث باسم وزارة الخارجية الإسبانية على طلبات للتعليق حتى الآن، قال رئيس الوزراء السلوفيني روبرت جولوب، هذا الأسبوع، إن سلوفينيا ستعترف بدولة فلسطينية بحلول منتصف يونيو القادم. وتأتي هذه المساعي مع تزايد الدعوات الدولية للتوصل إلى حل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يتعرض لحر ب إسرائيلية مستمرة منذ السابع من أكتوب الماضي، مخلّفا عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي ومجاعة متفاقمة. المصدر: الجزيرة بتصرف