بين لوحة مربعة وقطع متباينة، تدار خيوط لعبة الشطرنج، لعبة الملوك والنبلاء، والفوز حليف الأفضل في العقل والتخطيط. في لعبة الشطرنج، كما في الدبلوماسية، تحاك الاستراتيجيات بعناية، ويتم اتخاذ القرارات بحذر، وتدرس الاحتمالات بدقة بعد قراءة أفكار خصمك، وفهم نواياه، والتنبؤ بخطواته، ناهيك عن امتلاك صفات تحدث الفارق كالصبر، والمرونة، والاستعداد للتكيف مع الظروف المتغيرة. في لعبة الشطرنج، كما في الدبلوماسية عليك أن تقاتل من أجل النصر، دون أن تخاطر بكل شيء. وفي هذا السياق، سأحاول الربط بين لعبة الشطرنج ونجاح الدبلوماسية المغربية ضد تحركات الجزائر. ففي السنوات الأخيرة، واجه المغرب العديد من التحديات الدبلوماسية من قبل الجزائر، من دعم جبهة البوليساريو إلى قطع العلاقات الدبلوماسية. ولكن المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس تعامل مع هذه التحديات بحكمة وصبر وتخطيط. فكما يفعل لاعب الشطرنج الماهر، قام المغرب بحساب خطواته بدقة، وفهم نوايا خصمه، واستبق خطواته. وبفضل هذه الاستراتيجية الحكيمة، تمكن المغرب من تحقيق العديد من الانتصارات الدبلوماسية كالدعم الثابت الذي لا غبار عليه من عدة دول من بينها الولايات المتحدة، إسبانيا، فرنسا، ألمانيا، هولندا، البرتغال وبلجيكا، وعلى مستوى القارة السمراء يحظى المغرب بدعم السنغال والغابون، غامبيا، وغينيا، زامبيا، توغو، جزر القمر، غينيا بيساو، غينيا الاستوائية، ملاوي، ليبيريا، ساحل العاج، جيبوتي، وكذا جمهورية إفريقيا الوسطى، والكونغو الديمقراطية، و بوروندي، وبنين، وغواتيمالا، وهايتي، واللائحة تطول، ودول عربية منها الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين. كذلك من المتوقع أن تصل التمثيليات الدبلوماسية بالصحراء المغربية إلى 30 دولة صديقة. كما لا ننسى أن قضية الصحراء لم تعد مطروحة في الاتحاد الإفريقي، نفس الأمر اتخذه البرلمان الأوروبي، الذي حذف القضية من التقرير السنوي الأخير حول حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم. إن هذه الانتصارات الدبلوماسية المغربية هي بمثابة شهادة على حكمة وصبر وتخطيط صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهذه الفلسفة هي التي ساعدت المغرب على تحقيق العديد من المكاسب الدبلوماسية. وعبر التاريخ كانت لعبة الشطرنج فلسفة إنسانية راقية مثل المسار الدبلوماسي المغربي الذي لا يقوى على مجاراته من ليس من مقامهم سمو الملوك.