جرى، رسميا، تسليم المهام بين الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، ومنسقة القيادة الجماعية للأمانة العامة الجديدة للحزب، فاطمة الزهراء المنصوري، بحضور عضوي القيادة الجماعية، محمد المهدي بنسعيد وصلاح الدين أبو الغالي. جاء ذلك في بلاغ للمكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، عقب أول اجتماع له بعد المؤتمر الوطني الخامس للحزب، وذلك أمس الإثنين بالرباط، برئاسة القيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب، وحضور عضوات وأعضاء المكتب السياسي بالصفة. وكشف البلاغ الذي توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أن اجتماع المكتب السياسي عرف تقديم مشروع خارطة الطريق السياسية، ومشروع إحداث لجنة تشتغل على ميثاق الأخلاقيات، بشكل يتماشى والرسالة الملكية بمناسبة الذكرى 60 لتأسيس البرلمان المغربي، حيث دعا الملك إلى ضرورة تخليق العمل السياسي والحزبي ببلادنا. وأفاد البلاغ بتكليف عضوة المكتب السياسي، قلوب فيطح، بتنسيق عمل هذه اللجنة، على أن تقوم بعقد لقاءات تشاورية داخلية لإعداد مشروع هذا الميثاق، مشيرا إلى القيادة الجماعية قدمت، أيضا، مشروع ورقة تنظيمية للحزب، إضافة إلى مشروع التقرير المالي ومشروع ميزانية الحزب. وبحسب المصدر ذاته، فقد صادق المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، بالإجماع، على مقترح القيادة الجماعية، بتكليف سمير كودار، بقطب التنظيم. وبعد أن قدمت حصيلة المؤتمر الوطني الخامس للحزب، اعتبرت القيادة الجماعية أن المؤتمر كان "ناجحا بكل المقاييس، من خلال اعتماده ورقة سياسية مؤطرة للعمل السياسي والحزبي، والخروج بصيغة جديدة من الحكامة الحزبية كنموذج استثنائي داخل الحياة السياسية الوطنية". كما قدمت الحصيلة التواصلية، "والتي تميزت بمواكبة هامة لأشغال المؤتمر الوطني من قبل نساء ورجال الإعلام وهو ما يعكس أهمية النقاش السياسي ببلادنا"، مشيدة بما قام به الأمين العام السابق عبد اللطيف وهبي، "في تقوية والحفاظ على إشعاع الحزب". في نفس السياق، أشادت المنصوري ب"الأجواء الايجابية التي مر فيها المؤتمر الوطني الخامس، مذكرة بما جاء في برقية التهنئة التي وجهها إليها الملك، والتي هنأ فيها الحزب بنجاح أشغال المؤتمر وما انتهى إليه من صيغة، تهدف إلى إرساء حكامة تنظيمية، وإلى أداء الأدوار المخولة دستوريا للأحزاب السياسية بشكل متجدد، وإلى ترسيخ مكانته ضمن الأحزاب الجادة المنخرطة في المشروع الديمقراطي والتنموي الوطني". كما ثمن المكتب السياسي، عاليا، "النتائج الهامة التي حققتها الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس، خلال القمة 37 للاتحاد الإفريقي، والتي تميزت بتقديم تقرير حول أنشطة مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي برئاسة المملكة المغربية، وهو ما يعكس مرة أخرى، حضور المغرب والتزامه بقيادة صاحب الجلالة بالعمل مع ومن أجل إفريقيا". وأضاف البلاغ أن المكتب السياسي، "جدد التأكيد على موقف المغرب الثابت والواضح، بقيادة الملك، في دعم ومناصرة القضية الفلسطينية، ذلك أن المملكة المغربية بقيادة رئيس لجنة القدس، تظل متشبثة بتسوية سلمية قائمة على حل الدولتين من أجل إرساء سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط". وشددت البلاغ على "ضرورة وقف التصعيد والاعتداءات العسكرية بما يفضي لوقف إطلاق النار وضمان حماية المدنيين وعدم استهدافهم وفقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، كما جاء في كلمة الملك الموجهة إلى المشاركين في القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بالرياض". وبخصوص ملف التشغيل، قال الحزب إنه "انخراطا منه في الأوراش الاجتماعية التي تعرفها بلادنا، فإن المكتب السياسي أعاد التأكيد على ان التشغيل يبقى في مقدمة انتظارات عموم المغاربة". مشيرا إلى أنه سيواصل عمله من موقعه داخل الأغلبية الحكومية على إيجاد حلول ناجعة ومبتكرة وواقعية لمعالجة هذا الملف". وسجل المكتب السياسي الحصيلة الإيجابية لخلق مناصب الشغل المأجور الذي عرف تقدما غير مسبوق سنة 2023، بخلق 588 ألف منصب شغل مقابل متوسط 130 ألف شغل خلال السنوات الأخيرة، فإن الحزب سيتعبأ لمعالجة إشكالية البطالة، الناتجة عن الظروف المناخية وبالخصوص العمل غير المأجور في العالم القروي، وفق البلاغ ذاته.