كشفت دراسة دولية أجريت في 10 بلدان حول العالم، أن الخمول مسؤول عن وفاة أكثر من 5 ملايين شخص بالعالم سنويًا. الدراسة قادها باحثون من جامعة كاليفورنيا الأمريكية، بالتعاون مع باحثين من جامعة هونج كونج الصينية، ومؤسسة الصحة العامة في الهند، ونشرت نتائجها في العدد الأخير من دورية "لانسيت" الطبية. وشملت الدراسة 6822 من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 66 عاما، ويعيشون في 14 مدينة موجودة في 10 دول حول العالم، وهي مدن غنت (بلجيكا)، كوريتيبا (البرازيل)، بوغوتا (كولومبيا)، كوسيتش (جمهورية التشيك)، آرهوس (الدنمارك)، وهونغ كونغ (الصين)، كويرنافاكا (المكسيك)، نورث شور، وايتاكيري، ولينغتون وكرايستشيرش (نيوزيلندا)، ستوك أون ترينت (المملكة المتحدة) وسياتل وبالتيمور (الولاياتالمتحدةالأمريكية). وراقب فريق البحث النشاط البدني للمشاركين عبر تركيب جهاز قياس الحركة حول الخصر، لمدة لا تقل عن أربعة أيام. وكان متوسط النشاط البدني المعتدل للمشاركين في الدراسة حوالي 37 دقيقة يوميًا، فيما بلغ متوسط النشاط البدني فى الأسبوع حوالي 68 إلى 89 دقيقة أسبوعيًا، وهو ما يمثل حوالي 45 إلى 59% من النشاط الموصى به أسبوعيًا وهو 150 دقيقة، لتجنب الأمراض الناجمة عن الخمول. وكان سكان مدينة بالتيمور الأمريكية الأقل نشاطًا بين المشاركين في الدراسة، بمعدل حوالي 29 دقيقة يوميًا، بينما كان سكان مدينة ولينغتون في نيوزيلندا الأكثر نشاطا بمعدل 50 دقيقة يوميًا. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعيشون في مدن ذات تخطيط يساعد على المشي، حيث تتواجد بها محطات وسائل النقل العامة، والحدائق العامة بكثرة، يميل سكانها إلى السير على الأقدام لمدة أطول. وأشار فريق البحث إلى أن الخمول مسؤول عن وفاة أكثر من 5 ملايين شخص بالعالم سنويًا، ويمكن تقليل هذا العدد إذا لجأ الناس أكثر إلى وسائل النقل العامة، والحدائق العامة، وأماكن الترفيه لزيادة معدلات النشاط البدني يوميًا. وقال البروفيسور جيمس سالليس قائد فريق البحث من جامعة كاليفورنيا: "يرتبط الخمول البدني بالإصابة بأمراض السمنة والسكري، والقلب، وبعض أنواع السرطان التي تقود إلى الوفاة". وأضاف، في سياق الدراسة، أن تخطيط المدن السليم الذي يساعد الناس على الحركة والمشي يمكن أن يكون استراتيجية مهمة تساعد على تقليل نسب الإصابة بالأمراض الناتجة عن قلة النشاط البدني. وربطت الدراسات بين الجلوس لساعات طويلة يوميًا، وزيادة تكلس الشريان التاجي، وهي أحد الأسباب الأكثر شيوعًا، التى يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والإصابة بمرض الزهايمر أيضا. ونصح الباحثون، الأشخاص باتخاذ العديد من الممارسات اليومية، للتقليل من الجلوس، على سبيل المثال، المشي أثناء التحدث في الهاتف، وصعود الدرج بدلا من المصعد الكهربائي، وإذا كان الشخص يجلس في وظيفته لفترات طويلة، يفضل ألا يجلس أمام التلفزيون لساعات طويلة. وتنصح منظمة الصحة العالمية، الأطفال والشباب بممارسة الرياضة لمدة ساعة على الأقل يوميًا، إضافة إلى تخصيص الجزء الأكبر من النشاط البدني اليومي للألعاب التي يتم ممارستها في الهواء الطلق. وأضافت المنظمة، أن ممارسة النشاط البدني تساعد الشباب على نمو العظام والعضلات والمفاصل والقلب والرئتين بطريقة صحية، إضافة إلى الحفاظ على وزن مثالي للجسم.