يستعد وزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، للقيام بزيارة رسمية إلى المملكة المغربية ظهيرة الأربعاء المقبل، وهي ثاني زيارة رسمية لرجل العلاقات الخارجية الإسباني، خلال الولاية الحكومية الحالية، زيارة تأتي في سياق عرفت فيه العلاقات بين البلدين دينامية واضحة، بعد التغير الجدري لموقف للمملكة الإسبانية تجاه قضية الصحراء المغربية. وحسب مصادرة دبلوماسية إسبانية أكدت لصحيفة "لا رازون"، أن الزيارة المرتقب من المتوقع أن تستمر ليوم كامل بالعاصمة المغربية الرباط، ما يوضح الأهمية الدبلوماسية للزيارة، واعتبرت الصحيفة الإسبانية أن معظم رؤساء الحكومة الإسبانية يعملون على زيارة المغرب في بدايات ولاياتهم، نظرا للأهمية الإستراتيجية للمملكة المغربية في العديد من المجالات وعلى رأسها "الأمن، والاقتصاد"، مشيرة إلى أن الرئيس الإسباني بيدرو سانشيز قرر تغيير النهج ودفع وزير الخارجية إلى القيام بذلك. ويعتزم ألباريس خلال زيارته لقاء وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، والعمل على طرح العديد من القضايا التي تهم الطرفين على طاولة النقاش، وعلى رأسها ملف فتح الجمارك التجارية مع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، خاصة وأن الخطوة تأخرت على الرغم من تضمينها في خطة العمل المتفق عليها شهر أبريل المنصرم، بعد الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الإسباني، بيدرو سانشيز، من أجل طي صفحة الخلاف بين البلدين. وأضاف المصدر ذاته أن تحسن العلاقات لم يؤدي إلى غلق عدة قضايا، ظلت عالقة بين الجارتين، كالسيطرة على المجال الجوي للصحراء المغربية، وتحديد الحدود البحرية للواجهة الأطلسية للمملكة المغربية مع جزر الكناري المحتلة. ووفقا لمصادر دبلوماسية، فإن الزيارة تهدف إلى تقوية العلاقات في شتى المجالات وعلى رأسها المجال السياسي، والاقتصادي والتجاري، مشددة على أن قضايا الهجرة ستكون من أهم الملفات التي سيتم التطرق إليها خلال زيارة وزير الخارجية الإسباني لنظيره المغربي، خاصة وأن المملكة تلعب دورا محوريا في الحد من تدفقات المهاجرين إلى أوروبا. وشهدت أرقام الهجرة غير الشرعية ارتفاعا خلال العام الجاري حيث بلغ عددهم حتى نهاية شهر نوفمبر الماضي ما مجموعه 50,511 شخصًا، وهو رقم مدعوم بالزيادة الكبيرة في عدد المهاجرين إلى جزر الكناري، التي شهدت زيادة بنسبة 143% مقارنة بالعام الماضي. وحسب "لارازون" فإن جدول أعمال الدبلوماسي الإسباني، قد يشمل زيارة بعض البلدان المجاورة ويتعلق الأمر بكل من موريتانيا، والسنغال، وهو الأمر الذي لم تؤكده ولم تنفيه المصادر الدبلوماسية. كما يرتقب أن يلتقي ألبارس، ببعض من رجال الأعمال بهدف مناقشة تطور المبادلات التجارية بين البلدين، علاوة على ذلك سيعقد الوزير الإسباني اجتماعا مع المهتمين باللغة والثقافة الإسبانية، مع زيارة المعهد الإسباني بالرباط. جدير بالذكر أن الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء والنظر إلى مقترح الحكم الذاتي على أساس أنه الحل الأمثل لحل ملف الصحراء المغربية، شكل نقطة تحول جذرية في العلاقات المغربية الإسبانية، كما قام بعدها وزير الخارجية الإسباني، بالعديد من الزيارات إلى المملكة الإسبانية، بهدف تطوير العلاقات.