تجنب وزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، الرد على مزيدات الجزائر الأخيرة بشأن الأزمة بين مدريدوالجزائر العاصمة، مشيرا إلى أنه يركز حاليا على برنامج زيارة التي سيقوم بها إلى المغرب، حيث سيتم عقد أول اجتماع ثنائي حول الهجرة في غضون أسبوعين، بعد اتفاق في هذا الصدد أبرمه الملك محمد السادس ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، خلال زيارة الرسمية التي قام بها إلى المغرب، في 7 أبريل الجاري. واستنادا لما أوردته "إل إسبانيول" نقلا عن وزارتَي الداخلية والخارجية، فإن الاجتماع الثنائي حول الهجرة سيُعقد في الرباط في الأسبوع الأول من ماي المقبل، بمشاركة وزراء الداخلية والخارجية والهجرة الإسبان.
وأضاف ألبارس، أمام مجلس الشيوخ الإسباني، للرد أسئلة المعارضة حول مشاكل الحدود البحرية بين إسبانيا والمغرب وحول التنقيب عن النفط بسواحل الصحراء المغربية، "أن جزر الكناري سيكون لها ممثل في اللجنة مع المغرب لمعالجة مسألة ترسيم حدود المياه الإقليمية على ساحل المحيط الأطلسي، مؤكدا أن الحكومة ستبذل قصارى جهدها لتحقيق اتفاق بين البلدين.
اللجنة المذكورة ، التي لم تجتمع منذ 15 عاما ، تم الاتفاق عليها خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة بيدرو سانشيز إلى الرباط.
ونقلت تقارير إسبانية، أنه على الرغم من أن ترسيم الحدود هو الاختصاص الحصري للحكومة الإسبانية، فإنها ستفعل "كل ما هو ممكن" بحيث تشكل منطقة جزر الكناري ، في المحيط الأطلسي ، جزءًا من المنطقة الإسبانية المغربية و "مرتبطة بها بشكل كامل".
وفيما يتعلق بالتنقيب عن النفط وأضراره البيئية المحتملة ، قال واعتبر رئيس دبلوماسية مدريد: "سيتم التعامل مع كل مخاوف جزر الكناري هذه في مجموعة العمل ، وتحديد الحدود والتنقيب ، التي أراقبها يومًا بعد يوم وبشكل دائم حتى لا يتم التعامل معها. توحي بأي ضرر لجزر الكناري ".
وكان البارس قد أكد في وقت سابق في مؤتمر صحفي بوزارة الخارجية أن هذه اللجنة التي لم تجتمع منذ 15 عاما ستفعل ذلك "قريبا" وأن هناك بالفعل "حوار داخلي في الإدارة ومع المغاربة من أجل دفع العلاقة إلى الأمام وجعلها متبادلة المنفعة والاحترام المتبادل.
يأتي ذلك بعدما أعلن المغرب وإسبانيا خلال زيارة سانشيز، فتح مرحلة جديدة من الشراكة بينهما على "أسس أكثر صلابة"، واستئناف التعاون في مجالات عدة، بعد أزمة دبلوماسية استمرت نحو سنة، إثر استقبال إسبانيا زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي.
وأعلنت مدريد قبل زيارة شانشيز، تأييدها للمقترح المغربي للحكم الذاتي بالصحراء المغربية.
وأشار بيان مشترك عقب استقبال الملك محمد السادس لرئيس الحكومة الإسبانية، إلى "تدشين مرحلة جديدة في علاقاتهما الثنائية"، يعتزمان خلالها إعداد "خريطة طريق دائمة وطموحة، تتضمّن عناصر تهمّ مختلف أوجه التعاون الثنائي". وأعلن سانشيز استئناف العمل تدريجيا في معبرَي سبتة ومليلية شمال المغرب، وكذلك حركة النقل البحري بين المغرب وإسبانيا، بعد توقف دام عامين.
ويأتي هذا الاستقبال امتدادا للمحادثات الهاتفية التي جرت في 31 مارس بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية، وتجسيدا للرسالة التي وجهها في 14 مارس بيدرو سانشيز إلى الملك، والتي التزمت فيها الحكومة الإسبانية بتدشين مرحلة جديدة في العلاقات بين المملكتين، قائمة على الشفافية والاحترام المتبادل.