ناشد المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى التحرك الآن لتغيير مسار الأزمة في غزة قبل فوات الأوان، مشيرا إلى أن الحل السياسي أصبح مسألة حياة أو موت بالنسبة لملايين الفلسطينيين. وقال لازاريني في الكلمة التي ألقاها أمام القمة الطارئة المشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، في العاصمة السعودية الرياض اليوم السبت: "إن الفلسطينيين في غزة اعتمدوا دائما على تضامن العالمين العربي والإسلامي. واليوم، هم يحتاجون أيضا إلى تحويل هذا التضامن إلى إجراء أكثر قوة". وأشار المتحدث إلى أن وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) ليست أكبر وكالة أممية في غزة فحسب، بل هي أيضا شريان الحياة الأخير المتبقي ل 2.2 مليون شخص، داعيا العالمين العربي والإسلامي إلى إظهار تضامنهم من خلال دعم الأونروا في ثلاث مسائل محددة وعاجلة. ويأتي في مقدمتها، دعم التوصل إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، مع الالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني، حماية للمدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك مرافق الأممالمتحدة والمستشفيات، وفق تعبيره. أما الإجراء الثاني فيتمثل، بحسب المصدر ذاته، في ضرورة التدفق الجاد والمستمر للمساعدات الإنسانية، مؤكدا في هذا السياق على ضرورة أن يتناسب تدفق الإمدادات مع الاحتياجات الإنسانية الهائلة، وعلى أهمية زيادة حجم المساعدات واستخدام المعابر الأخرى، بما في ذلك تلك الموجودة في إسرائيل، مثل معبر كرم أبو سالم. وأشار في حديثه عن الإجراءات العاجلة إلى أن الأونروا بحاجة ماسة إلى الأموال وإلى صوتكم، داعيا المنظمتين إلى الدفاع بقوة عن الوكالة ضد الادعاءات الكاذبة والماكرة بأن مدارسها تعلم الكراهية أو أنها خذلت المدنيين في غزة، مؤكدا على أن "هذه الاتهامات تأتي من أولئك الذين يريدون لنا أن نفشل. إنها تغذي بيئة سامة ومليئة بالاستقطاب". وقال لازاريني إن الأونروا حزينة على فقدان 101 من موظفيها الذين تأكد مقتلهم في غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، مشيرا إلى أن يوم الاثنين سيشهد تنكيس أعلام الأممالمتحدة في جميع أنحاء العالم تكريما لذكراهم. وفي مختلف أنحاء قطاع غزة، أفادت التقارير بمقتل أكثر من 10 آلاف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال. "ومن المؤكد أن الكثيرين لا يزالون تحت الأنقاض" كما قال لازاريني. وذكر المفوض العام للأونروا أن "القوات الإسرائيلية أجبرت أكثر من 1.5 مليون شخص على الخروج من شمال قطاع غزة". ويعيش الآن أكثر من 700 ألف امرأة وطفل ورجل في مدارس وملاجئ الأونروا. وأوضح المسؤول الأممي أن هذه الملاجئ أصبحت مكتظة وتفتقر إلى الحد الأدنى من معايير الحياة الكريمة، محذرا من أن القصف المستمر، إلى جانب الحصار، يخنقان غزة وشعبها بينما تنهار الخدمات الأساسية وينفد الغذاء والماء والدواء والوقود. يُذكر أن الأونروا تواجه أزمة مالية مزمنة منذ أكثر من عقد من الزمان. وحتى الآن، الوكالة غير متأكدة مما إذا كانت ستتمكن من دفع رواتب موظفيها حتى نهاية العام بمن فيهم الموجودون في غزة ممن يواصلون العمل في ظل الظروف الخطرة.