ورش وطني كبير يخص الدعم الاجتماعي المباشر، حيث الاستهداف الدقيق ومنح الدعم لمن يستحق . الاهم في هذا الورش الرهان الوطني هو العمل على حسن التنزيل،وضمان استفادة الأسر المستهدفة ابتداء من نهاية السنة الجارية، تنفيذا لتوجيهات الملك محمد السادس. ورش مؤسس الذي على الاستهداف الناجع للأسر في وضعية هشاشة المؤهلة للدعم بناء على مؤشرات السجل الاجتماعي الموحد، الرهانات المتوخاة تتمثل في تحسين مؤشرات التنمية الاجتماعية والبشرية، وتقليص نسب الفقر والهشاشة، والمساهمة في تكريس التضامن بين الأجيال، وتخفيف العبء المالي والنفسي على الأسر التي تعيل مسنين. بداية هذا الاسبوع الأسبوع حضرت لقاءين مهميين،الأول رفقة فريق من برلماني الحزب رفقة الدكتور عبد الجبار الراشدي مع خبير لدى ديوان رئيس الحكومة ، والثاني حضور فعاليات اللقاء التواصلي الذي عقده الامين العام لحزب الاستقلال مع برلماني الحزب ورؤساء الجماعات و مفتشي الحزب في ذات الموضوع . النقاش اليومي هو بمثابة رهان وطني من اجل تغيير منطق الدعم ، و جعله اكثر فعالية و اكثر نجاعة و اكثر انصافا. طبيعة الرهان و جوهر المشروع هو جعل الدعم الاجتماعي دعما مستبصرا و تجاوز الدعم الاعمى الذي يدهم العرض و لا يدعم الاشخاص الذين يستحقون . وهو ما يعني الانتقال من الدعم الأعمى إلى الدعم المستحق. اغلب المؤشرات تشير الى ان المواطن العادي تلقى الخبر بفرح و ارتياح وهو مؤشر ايجابي أن المواطن البسيط يفهم، ويجيد عملية الحساب حين يتعلق الأمر بجيبه ومعيشه. تغيير القناعات مهمة صعبة، لكنها ممكنة عبر الحوار المفضي إلى الاقناع. أن يتقبل البسطاء قيمة الدعم الاجتماعي المباشر و رهاناته ، وأنه ليس مجرد اجراء مؤقت وطارئ لكنه مشروع ملكي مستدام و دائم ، ترسيخا لمنطق الاستحقاق الاجتماعي، وانهاء الفوضى في مجال الدعم الاجتماعي العمومي الذي تقدمه مخلف المؤسسات العمومية. نذكر فقط على سبيل الايضاح ان صندوق المقاصة خلال التسع سنوات الاخيرة استفاد من 174 مليار درهم و ان هذا المبلغ الموجه اساسا لدعم المواد الاكثر استهلاكية استفادت منه الفئة الاكثر فقرا فقط ب 24 مليار و بينما استفادت الفئة الاكثر غنى بحوالي 49 مليار درهم، و هنا يظهر حجم الاختلال و عمق الازمة . قيمة القرارات في قدرتها على فهم نفسية المواطنين و مراعاة خصوصيتهم مما يقوي الحكامة التدبيرية. الأمر شبيه بحكاية ذات أبعاد رمزية أن قبيلة تعيش وضعا اقتصاديا صعبا، والنتيجة زعيم القبيلة يصدر قرارا يمنع النساء من لبس الذهب والثياب الفاخرة لحاجة القبيلة المال. القرار خلف صدمة، فكان قرار التحدي والرفض واعلان العصيان والاحتجاج . ارتبك زعيم القبيلة واستدعى مستشاريه لم يجدوا حلا رغم تعدد التوصيات والاقتراحات. رغم ان القرار حيد من حيت المبدأ من خلال إعادة توزيع الثروة وترميم الانسجام الاجتماعي داخل القبيلة، وضمان الاستقرار فإن المشكل يكمن في تطبيقه، وإن مقاومته نتيجة لعدم ادراكه حجم المقاومة وحجم الرفض المفضي إلى العصيان. لم يكن امام الزعيم من خيار سوى استدعاء حكيم القبيلة، ولأن الحكماء هم اخر من يتكلم، لأنهم أكثر الناس صمتا وأكثر الناس فهما. فقال الحكيم للملك: لن تقبل النساء قرارك إذا كنت تفكر فيما تريد أنت، لا فيما يريدن! الوضع معقد، والملك في حيرة بين التراجع وفقدان الهيبة وبين التصلب والمزيد من العصيان. فطلب الملك الحل: قال الحكيم: الحل في عدم التراجع وفي عدم الاستمرار. لكن في إصدار قرار إلحاقي بمنع لبس الذهب للجميلات ، لأن لمعان الجميلات اجنل من لمعان الذهب . صدر القرار المؤسس على فهم جيد لطبيعة المرأة، كان مفعوله فوريا وناجزا، خلعت النساء كل مظاهر الزينة، وتحقق القرار بأقل كلفة وبعائد ايجابي. الحكاية رمزية لكنها تمنح افقا لتحليل وقراءة السياسات العامة، وإن القرارات الصائبة تلك التي تلامس قلوب وعقول وجيوب المواطنين وتراعي وضعيتهم، أن القرارات الجيدة تلك التي تستند الى الحكمة وليس إلى القوة. أما فيما يخص الدعم الاجتماعي الموحد وتدبير الدعم الاجتماعي العمومي بناء على منطق الاستحقاق ، فالامر يعتبر تصورا صائبا ويملك كل مقومات النجاح لأنه يقدم الدعم لمن يستحق، ويحرج الأغنياء وأصحاب الشركات أن يكفوا عن مد ايديهم إلى قوت البسطاء, لان الدعم لا يليق بهم . أنهم سجل بمثابة إجراء يجعل الفقراء مرئين حتى لا تختلط الحدود بين من يستحق و من لا يستحق .