أفرزت مباريات ربع نهائي عصبة الأبطال الإفريقية مواجهات قوية بالنسبة للأندية المتأهلة لدور نصف نهائي المنافسة الذي يعد بقمم قوية ذهاباً وإياباً، حيث سيواجه الوداد الرياضي نادي ماميلودي صاندونز الجنوب إفريقي، والأهلي المصري سيواجه الترجي التونسي. في هذه الحلقة من سلسلة "عين على رياضي"، أجرت جريدة "العمق" حواراً مع الإعلامي الرياضي التونسي، عرفات حمروني، من أجل تسليط الضوء على وضعية الأندية العربية قبل إجراء ذهاب نصف نهائي المنافسة. كيف ترى مباريات نصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية؟ بالنسبة لي، الرباعي التقليدي في المربع الذهبي، وهم صاندونز الجنوب الإفريقي، الوداد المغربي، الترجي التونسي، الأهلي المصري، هم الأندية الأكثر تتويجاً في العشرية الأخيرة بمسابقات عصبة الأبطال، وهم الأندية الأكثر عراقة وقوة في إفريقيا. تواجد هذا الرباعي في نصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، وليس بالمفاجأة تواجد الترجي بعد ربع نهائي سهل نسبياً، وبالنسبة لباقي الأندية عاشت معاناة كما هو حال الأهلي المصري، وماميلودي صاندونز أكثر أندية المربع الذهبي قوة هذا الموسم وفي الوقت الحالي، والوداد تواجدوا في ربع النهائي ليس مفاجأة. هل يستطيع الوداد تجاوز صاندونز ومواصلة الدفاع عن اللقب؟ طبعاً، الوداد قادر على تجاوز صاندونز ومواصلة الدفاع عن اللقب لأن الوداد الرياضي هو واحد من أهم الأندية الإفريقية والمغاربية، وحامل اللقب يملك مجموعة لاعبين متميزين، وماميلودي صانندونز هو الأقوى إفريقياً حالياً من الناحية التكتيكية والفنية واكتمال رصيده البشري. ماميلودي صاندونز من أهم الأندية في إفريقيا يملك لاعبين من أعلى طراز كسيرونو وغيرهم من يحدث الفوارق داخل الميدان بتناغم كبير جداً، الوداد إذا أراد تجاوز ماميلودي صاندونز عليه قبل الدفاع عن اللقب أن يحسن الدفاع خلال المباراة لأن هذا مفتاح اللعب، ووسط الميدان هو نقطة قوة صاندونز، والوداد يستطيع تجاوز خصمه لكن عليه دراسة هذا النادي بكل جزئياته. مواجهة الأهلي والترجي، كيف تتوقع هذه القمة؟ تأتي هذه القمة في وقت سيء بالنسبة للترجي الرياضي التونسي، الذي يعاني من أزمة مالية وإدارية خانقة، والذي خسر ديربي العاصمة أمام النادي الإفريقي، الذي ليس فريقاً قوياً في المرحلة الحالية، والممنوع من الانتداب. ورغم ذلك، تمكن من السيطرة على الترجي طوال المباراة بلاعبين شبان. وقد انهزم الترجي أمام النادي الصفاقسي، وكان فوزه أمام شبيبة القبائل الجزائرية بشق الأنفس، مما يجعلني أقول إنه موسم للنسيان بالنسبة للترجي الرياضي. على الجانب الآخر، يتمتع الأهلي المصري بجماهير كبيرة ودعم قوي، خاصة في مباراة العودة. أتوقع أن تميل الكفة لصالح الأهلي المصري، ويبقى كل شيء ممكن. وجود فريق عربي في النهائي، ماذا يعني؟ يعني أن الأندية العربية هي التي تقود قاطرة الكرة الإفريقية. والهوة بين الأندية العربية والأندية الإفريقية جنوب الصحراء تتوسع، دون نسيان بعض الاستثناءات مثل سيمبا التانزاني، أو أورلاندو بيراتس الجنوب الإفريقي، أو كايزر تشيفز. وعادةً ما يكون نصف النهائي أو النهائي عربيًا، أو بتواجد أندية عربية. هناك فوارق وعوامل مساعدة في وجود أندية عربية، وهنا نتحدث عن البنية التحتية، مثل النموذج المغربي والجزائري وليبيا وموريتانيا، التي احتضنت منافسات دولية، وتونس أيضًا، من أجل تحسين البنية التحتية. وكل هذا يترجم في وجود الفرق العربية في الأدوار النهائية من المنافسات الإفريقية. ما تعليقك على عودة الشغب للملاعب العربية، حالتي مباراة الرجاء وملعب رادس؟ الحقيقة أن الشغب لم يغيب عن الملاعب التونسية على الأقل، لكن حدة هذه الأعمال مرتبطة بالوضع الاقتصادي والاجتماعي العام. فتونس تعاني من أزمة خانقة جدًا، حتى أن الدينار التونسي في أسوأ حالاته، ويتدهور بشكل مستمر. والأزمة الاجتماعية متواصلة، وهذا يولد ضغطًا اجتماعيًا يجعل أحداث العنف تعود للواجهة في أماكن كالملاعب وغيرها، ويتزايد الشغب ما هو إلا مرآة لما تعانيه المجتمعات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.