كشفت دراسة حديثة أن ساكنة بلدية قلعة مكونة التابعة إداريا لإقليم تنغير، تجد صعوبات كثيرة في الولوج إلى العلاج والتطبيب، وذلك على الرغم من كون هذه الخدمات الصحية حقا دستوريا. ووفقا للدراسة، التي قام بها طلبة الصحافة والإعلام بالجامعة الخاصة بمراكش برسم الموسم 2022/2023، فإن المسافة الفاصلة بين المستجوبين وبين المراكز الإستشفائية القريبة من محل سكناهم مسافة بعيدة جدا. وأوضحت الدراسة أن الخدمات الصحية في قلعة مكونة متاحة بشكل غير كاف، بإعتبار أنها لا تتوفر على مستشفيات مجهزة، وأن غالبية المشاركين في هذه الدراسة أكد غالبيتهم أنهم يجدون صعوبة في الوصول الى الأدوية الموصوفة لهم في الصيدليات. وأكدت الدراسة التي شملت 158 شخصا، تتراوح أعمارهم بين 18و45 سنة، على ضرورة إعادة النظر في المنظومة الصحية، وإعادة الاعتبار للجنوب الشرقي على مختلف المستويات وعلى رأسها القطاع الصحي، وضرورة الاهتمام بصحة المواطنين وجعلها من أولويات المسؤولين، عبر توفير الأجهزة والمستلزمات الطبية. وأظهرت النتائج أن الرجال والنساء المشاركين في هذا الاستبيان أعطوا درجات مرتفعة من عدم تمكنهم من الولوج إلى العلاج في جهتهم الأصلية، وهو الأمر الذي يكبدهم عناء التنقل والسفر إلى جهات أخرى قصد التطبيب والتداوي. وعند فحص التحديات التي تواجههم للحصول على الرعاية الصحية في منطقتهم، وجدوا أن أبرزها مرتبط بعدم وجود عيادات في المنطقة، وغياب الأطباء والممرضين، زد على ذلك الحالة المادية الهشة للغالبية العظمى من ساكنة المنطقة، إلى جانب عدم توفر كامل التجهيزات بعدد من المستشفيات، وغيابها بشكل كلي في مؤسسات صحية أخرى. وأعرب المشاركون، الذين ينحدرون من قلعة مكونة، بشكل كبير، أن الأطباء والممرضين بمستشفيات المنطقة لا يتمتعون بالكفاءة والخبرة اللازمة لتقديم الرعاية الصحية الجيدة.