سجل منتدى مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف "فورساتين" انفلاتا أمنيا جديدا بمخيمات تندوف، مشيرا إلى أنه عقب مصادرة شاحنة مخصصة لتهريب المحروقات، والتي تعود لقيادي في الجبهة يدعى "سالم لبصير"، الذراع اليمنى لزعيم الجبهة الانفصالية، ابراهيم غالي، حاولت مليشيات البوليساريو الانتقام من الشباب الذين أوقفوا الشاحنة وقاموا بتصويرها. وقال المنتدى إن ذلك دفع المجموعة بالدعوة الى اجتماع عام لكل الغيورين الصحراويين لمداركة ما يمكن مداركته، والوقوف كرجل واحد في وجه فساد عصابة قيادة جبهة البوليساريو ، وقد تطورت الأحداث بين يوم أمس الجمعة ونهار اليوم السبت. وبحسب ما أفاد به المنتدى، فإن البوليساريو قامت بتطويق مخيم ولاية العيون في تندوف الذي كانت المجموعة تنوي تنظيم اجتماع فيه اليوم السبت على الساعى الخامسة مساء، فضلا عن نشرها تعزيزات أمنية بباقي المخيمات. وأضاف المصدر ذاته أنه بينما كان أحد الشباب عائدا أمس الجمعة إلى منزله اعترضته دورية للدرك وقامت بضربه والتنكيل به، قبل أن تقرر قبيلة لبيهات التي ينحدر منها الشاب المدعو "حنيني بركي سيد لعبيد" الانتقام له بعد الاطلاع على حالته الصحية. وأشار إلى أن صباح اليوم السبت، وقع هجوم من طرف أقارب المعني بالأمر بالرابوني، فقامت قوات من الدرك التابع للقيادة بمحاصرتهم ، فوقع تراشق بين الطرفين بالحجارة تسبب في إصابات من بينها شخص يسمى " حما ولد حلة ولد المهدي" وإصابة بعض النساء والشباب ، ونجم عنه إعتقال 11 شخصا من قبيلة لبيهات. وأضاف المنتدى أن إحدى العائلات المهاجمة تمكنت من الاستفراد بأحد عناصر درك الانفصاليين المتورطين في التنكيل ب"حنيني بركي سيد لعبيد"، حيث قامت بضربه والتنكيل به من جهتها، وفق ما أورده المنتدى. إلى ذلك، لفت المنتدى إلى أنه بالرغم من مضايقات مليشيات البوليساريو، فإنه يتم تجهيز قاعة بمخيم العيون بمخيمات تندوف لاستقبال الصحراويين الذين سيناقشون موضوع فساد القيادة، وقضية تهريب المحروقات الأخيرة. وكان منتدى مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف "فورساتين"، قد أفاد في وقت سابق، أن حريقا شب، خلال الساعات الأولى من صباح السبت الماضي، في محطة للوقود بمخيمات تندوف، معتبرا أن الأمر يعد مؤشرا على عودة الانفلات الأمني بالمخيمات الموجودة على التراب الجزائري، التي تأوي المحتجزين الصحراويين. الحريق الذي التهب أغلب مرافق محطة للوقود ب"مخيم العيون"، أكد منتدى "فورساتين" أنه جاء بعد سرقة المحطة للتمويه، خصوصا أن الباب الخلفي وجد مكسورا، بالإضافة إلى اختفاءالكاميرات وصندوق التسجيل، "ما يعني أن من أضرم النيران كان يخشى أن لا يحترق الصندوق فينكشف أمره". وأشار المصدر ذاته إلى أن جبهة البوليساريو الانفصالية حاولت تعميم رواية تتمثل في أن الحريق نتج عن تماس كهربائي، وطلبت من أصحاب المحطة تأكيدها، "خوفا من القلق المتنامي لدى الساكنة، وخوفهم من الانفلات الأمني الأمني الذي أصبح يقض مضاجعهم ، ويعرضهم للنهب والسرقة". وفي بداية أبريل الجاري اقتحم محتجون غاضبون بمخيمات تندوف، مقرا لما يُسمى "الدرك الوطني" لجبهة "البوليساريو" الانفصالية ب"مخيم الداخلة"، وأقدموا على حرقه، ردا على مداهمة درك البوليساريو منزل عائلة من قبيلة "أولاد دليم" واعتدائهم على النساء اللواتي كن بالمنزل. ونشر المسؤول الأمني السابق بجبهة "البوليساريو"، مصطفى سلمى ولد مولود، مقاطع فيديو تظهر اندلاع النيران في مقر درك الجبهة"، كما تُسمع أصوات إطلاق الرصاص ردا على المحتجين، دون معرفة إن كانت هناك خسائر بشرية أم لا. وفي هذا السياق، كشف منتدى "دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف" المعروف اختصارا باسم "فورساتين"، أن ما وقع هو استهداف مقر "الدرك الوطني" فيما يُسمى "ولاية الداخلة" التابعة لجبهة "البوليساريو"، من قبل مواطنين محتجين على سوء معاملة عناصر الجهاز. وأوضح المنتدى أنه "ما عاد يقنع ساكنة المخيمات أن تحتج وتتظاهر وتعلن الغضب والسخط على الوضع بأشكال سلمية، بل تطور النضال ليأخذ أشكالا جديدة وطرقا مبتكرة لمواجهة بطش قيادة جبهة البوليساريو وميليشياتها المسلحة". وأضاف بأن "النضال ضد القيادة اتخذ اليوم منحى تصاعديا، حيث أصبح المواطنون يقتصون من القيادة ويأخذون حقوقهم بأيديهم، وهو ما لاحظناه في أكثر من مناسبة، كان آخرها ليلة أمس، حيث هجم مجموعة من المواطنين على مقر درك البوليساريو وإحراقه انتقاما من سوء المعاملة من طرف عناصر هذا الجهاز". واعتبر "فورساتين" أن هذا الهجوم هو رد فعل على ما قام بها عناصر "الدرك" الذين "دشنوا حملات مداهمة خلال شهر رمضان، وضربوا عائلات ونساء وأطفال"، مشيرا إلى أن "سوء معاملة طال الصغير والكبير، الرجال والنساء وتجاوز حد المقبول بعد تعنيف النساء بأساليب غاية في الحقارة". وقبل أيام قليلة، قال منتدى "فورساتين" إنه توصل بنداءات من مخيم بوجدور ، يطلب من خلالها المحتجزون إنقاذهم من العطش، حيث يعانون من شح المياه وندرتها، ويلتمسون تدخلا عاجلا لحل المشكل من جذوره، إذ تجولت حياة العديد من الأطفال والرضع وكبار السن والمرضى إلى جحيم. جدير بالذكر أن المجتجزين بمخيمات تندوف يعيشون ظروفا صعبة، في الوقت الذي ينعم زعيم جبهة البوليساريو وعدد من قادتها في الثراء، إذ كشفت عدد من التقارير سرقتهم لجل المساعدات الإنسانية التي ترسل للمخيمات، وإعادة بيعها بالأسواق الإفريقية.