احتضن المقهى الثقافي بالسجن المحلي في بني ملال، لقاء مفتوحا مع الكاتبة لطيفة لبصير، لفائدة نزلاء ونزيلات المؤسسة، حول مجموعتها القصصية "كوفيد الصغير"، ضمن برنامج أدبي تنظمه المندوبية العامة لإدارة السجون بشراكة مع جمعية الآداب المرتحلة. ونوهت الكاتبة لطيفة لبصير، في كلمة لها، وفق بيان توصلت "العمق" بنسخة منه، بالأدوار الرائدة التي تقوم بها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، من خلال الاهتمام بالإبداع الأدبي والفكري وجعله عنصرا مهما في برامج التأهيل وإعادة الإدماج. وتحدثت لبصير، عن مجموعتها القصصية "كوفيد الصغير"، التي تتضمن 15 قصة، مبرزة أنها "مستوحاة من السياق المجتمعي المتسم بانتشار فيروس كوفيد 19، حيث شكل وباء كورونا تيمة أساسية للمجموعة، وأن هاجسها في الكتابة حاول نقل الألم الذي خلفه الوباء". وفي هذا الصدد، أوضحت الأدبية ذاتها بأنها "أعادت صياغة أحداث وباء كورونا في قالب أدبي وفق تقنيات سردية وطرائق متخيلة"، معتبرة أن "الأزمة هي أم الإبداع، وأنها وراء كل جديد ومغاير مغايرة حقيقة لما سبقه". ووفق المصدر ذاته، فقد تمحورت أسئلة ومدخلات النزلاء الحاضرين، خلال النقاش، في مجملها في "كون الكاتبة مزجت في المجموعة القصصية بين الواقع والخيال متوسلة في ذلك بالأحداث والمواقف، التي مرت في زمن كورونا عبر العالم، وجعلتها مندمجة مع شخصيات في مختلف الأعمار". واعتبرت إحدى المدخلات أن "كوفيد هذا منظور إليه عبر العمر ومزاج الشخوص وتخيلاتهم، فمرة يأتي على شكل طفل صغير مشرد أحضره رب الأسرة إلى المنزل في زمن كورونا وأطلق عليه لقب كوفيد، ومرة يأتي من منظور العجزة الذين رفضهم العالم كأنهم رقم إضافي، ومرة يأتي ليعيد النظر في الكثير من التقاليد". وعرف هذا اللقاء الأدبي، مشاركة كل من الأستاذ إدريس اليزمي، الرئيس السابق للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وحسن اعناية، مدير السجن المحلي بني ملال، والناقد والروائي عبد القادر الشاوي والكاتبة والأديبة أمينة الصيباري ورئيسة جمعية الآداب المترحلة نادية السالمي. وإلى جانب هذا، تميز اللقاء بتقديم نزلاء المؤسسة السجنية، لمجموعة من الفقرات الفنية الموسيقية والفكاهية، بالإضافة إلى قراءات شعرية وزجلية قدمها ثلاثة نزلاء بذات المؤسسة. يشار إلى أن برنامج المقاهي الثقافية بالسجون، فكرة أطلقتها المندوبية منذ سنة 2017 في إطار الجيل الجديد من البرامج التأهيلية، التي يتم من خلالها تمكين نزيلات و نزلاء المؤسسات السجنية من لقاءات مع رجالات الثقافة والفن والعلم، وعيا منها بضرورة اعتماد وسائل ناجعة ترمي إلى تحقيق التكامل بين البرامج الثقافية والفكرية وبرامج تأهيل السجناء لإعادة الادماج، وتطوير مجال انفتاح السجين على العالم الخارجي تمهيدا لإدماجه فيه.