لا يزال العديد من الرحل عالقين وسط الثلوج الكثيفة بالحزام الجبلي لإقليمورزازات ينتظرون تحركات رسمية لإنقاذهم من تبعات الظروف المناخية الاستثنائية التي شهدتها البلاد جراء التساقطات الثلجية الأخيرة، الأمر الذي جعلهم يقضون ليالي البرد وسط الجبال، بعد أن عزلتهم الطرقات المقطوعة عن العالم الخارجي. وفي هذا الصدد، قالت مصادر مطلعة ل"العمق"، إن "أحد الرحل يتواجد بمنطقة قريبة لدوار كركدة التابعة إداريا للجماعة الترابية تازناخت بإقليمورزازات، وأنه لايزال محاصرا بالثلوج، مع أفراد عائلته البالغ عددهم 6 أشخاص، في وقت نفذت مؤونته كلها، كما نفذ علف ماشيته أيضا". وأضافت المصادر عينها، أن "رحلا آخرين حاصرتهم الثلوج الكثيفة بجماعة إمين نولان، وذلك على شكل مجموعات بكل من إستاكن وماليمي وأوريوروك وأسغمو، الشيء الذي جعلهم يمنون النفس بتدخل السلطات العمومية من أجل العمل على إجلاءهم قبل نفاذ مؤونتهم، في ظل هذا الجو البارد الذي تسبب فيه الثلوج التي وصلت مقاييس غير مسبوقة بالمنطقة". وأردفت أن "وعورة التضاريس وكثافة الثلوج المتهاطلة على هذه المناطق الجبلية صعبت من مأمورية وصول فرق الإنقاذ إليهم من جهة، وأخرت عمليات فك العزلة التي تقوم بها كاسحات الثلوج من جهة ثانية، الشيء الذي ينذر بوقوع كارثة". إلى ذلك، طالبت المصادر ذاتها، السلطات العمومية، بما فيها عامل إقليمورزازات، بضرورة تحريك مروحية تابعة للدرك الملكي من أجل تسهيل عملية الإنقاذ، خصوصا وأن الأشخاص سالفي الذكر قضوا ليالي طوال في قمم الجبال وفي عز البرد القارس والأمطار التي تعرفها المنطقة. وكانت درعة تافيلالت قد شهدت، خلال الأيام القليلة الماضية، تساقطات ثلجية أرخت بظلالها على عدد من قرى وجماعات ورزازات وتنغير وزاكورة، مسببة في إيقاف حركية السير بمجموعة من المقاطع والمسالك الطرقية بسبب إرتفاع مستوى الثلوج التي وصلت إلى مقاييس غير مسبوقة، وهو ما تسببت في عزلة عدد منها، الأمر الذي يستدعي التدخل العاجل قبل حدوث الكارثة.