رسمت فعاليات مدنية وسياسية متتبعة للشأن الصحي بإقليمورزازات، صورة سوداء حول الوضع الصحي بجماعة سكورة، الذي تتسم بالخصاص سواء من حيث البنيات الصحية أو الأطر البشرية، شأنها شأن باقي الجماعات الترابية المتواجد بالهامش. سليمان رشيد، فاعل مدني بالمنطقة، قال إن "منطقة سكورة تعاني من تردي الوضع الصحي بها، ما يناقض بشكل صارخ شعار الدولة الاجتماعية الذي تسوقه الحكومة، بإعتبار أن هذه الجماعة التي يقدر عدد ساكنتها 25 الف نسمة والتي يقصدها عشرات الآلاف من طالبي العلاج من جماعات مجاورة كإمي نولاون وتندوت وإدلسان وغسات بفعل موقعها الإستراتيجي والجغرافي البيني، تدشن هذه السنة عامها الثالث بدون طبيب". وأوضح سليمان في تصريح ل"العمق"، أن "هذا الوضع ونظرا لتزامنه مع تفشي جاءحة كورونا وتداعياتها وتفاقم معاناة ساكنة المنطقة المشكلة أساسا من الفلاحين والمزارعين مع الفقر والجفاف وندرة الماء، أدى بالإجمال إلى تفاقم الوضع الصحي والإجتماعي لاغلبية ساكنة المنطقة خصوصا لفئتي النساء والأطفال ". وأشار الفاعل المدني ذاته، أنه "رغم المجهودات التي يبذلها العاملون بالمركز الصحي اليتيم والذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، إلا أن قلة هذه الموارد البشرية وغياب مصلحة المستعجلات وتعاظم الطلب على العلاج وعودة أمراض أخرى للظهور كالليشمانيوز والتدرق وغيرها، كلها عناصر أظهرت بالملموس عجز هذا المركز الصحي على الإستجابة للحاجيات المتزايدة لساكنة المنطقة في مجال الصحة العمومية، كما أبرزت الحاجة الماسة لترقية هذا المركز الصحي لمستوى مستشفى للقرب، يضم أربع تخصصات ومستعجلات، وتزويده بطبيبين أو ثلاثة على الأقل ". وسجل سليمان، أن "ساكنة المنطقة تتساءل عن مصير هذا المشروع المهم الذي قد يكون وسيلة الخلاص الوحيدة لتحقيق آمال المواطنين والمواطنات في الحصول على خدمات صحية ذات جودة، كما تمني النفس بتسريع تفعيل برنامج الخدمة الإقليمية الاستعجالية SAMU لتقوية النقل الصحي، وتأهيل مستوصفات القرب بعدد من الدواوير، منها ايماسين، لهبابزة، و أولاد سليمان، وتقوية مواردها البشرية وتجهيزها بالتجهيزات و الأدوية بشكل كاف". وختم المصدر ذاته تصريحه، بالقول أن "إحداث مستوصف جديد بقطب سيدي افلاح، هو إجراء سيساهم لا محالة بشكل مؤثر في تخفيف الضغط على المركز الاستشفائي الإقليمي سيدي احساين وتجويد خدماته هو الآخر، في وقت سبق للمجلس الجماعي لسكورة أن إقتنى عقارا مجاورا للمركز الصحي الحالي مساحته أربع هكتارات، وفوته لصالح وزارة الصحة من أجل مباشرة توطين مستشفى القرب بالمنطقة، إلا أن المشروع أقبر لأسباب مجهولة ". في سياق متصل، وجّه فريق حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، في وقت سابق، ملتمسا إلى رئيس مجلس النواب، بإحالة سؤال كتابي إلى خالد أيت الطالب وزير الصحة والحماية الاجتماعية، ومسائلته حول بناء وتجهيز مستشفى للقرب بجماعة سكورة إقليمورزازات. وجاء في السؤال الكتابي، الموقع من طرف النائب البرلماني الحسين بوحسني، أن "ساكنة الجماعات الترابية سكورة، إدلسان، غسات، إيمينولاون، وتندوت بإقليمورزازات تعاني من ضعف وتدني الخدمات الصحية والاستشفائية المقدمة لها، ما يحتم عليها التنقل صوب مدينة ورزازات طلبا للعلاج والاستشفاء وهو ما يضاعف معاناة ومشاق المرضى وأسرهم ويكبدهم مصاريف مادية إضافية". وأشار النائب البامي، أن " هذا الأمر يحتم الإسراع في بناء مستشفى للقرب بمركز الجماعة الترابية سكورة، مع العلم أن هذا المرفق الهام كان مبرمجا ولم ير النور لحدود اليوم، في الوقت الذي سيساهم هذا المرفق الصحي العمومي الهام لا محالة في تقريب وتجويد الخدمات الصحية لساكنة هذه الجماعات". وساءل النائب البرلماني، وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد أيت الطالب عن "الإجراءات والتدابير التي ستتخها الوزارة لبناء وتجهيز مستشفى للقرب بجماعة سكورة إقليمورزازات".