دأب أغنى رجل في العالم على اتباع استراتيجية خاصة تشد إليه أنظار العالم، وتتعلق بالإرجاء المتكرر في الكشف عن الجديد الذي يتوصل إليه في مجالات نشاطاته الاقتصادية المختلفة. وقد سبق لإيلون ماسك أن شد أنظار العالم إليه عدة مرات، كان آخرها التأجيل المتكرر للكشف عن نموذج أولي للروبوت البشري "أوبتيموس" (Optimus. وتثير عادة ماسك تأجيل ما سبق الإعلان عن موعده أسئلة عن خلفيتها، وحول ما إذا كان الأمر مجرد استراتيجية تواصلية لشد الانتباه والترويج المسبق لمنتوجاته. تأجيل موعد العرض "show & tell" وفي سياق استراتيجية شد الأنظار بالتأجيلات المثيرة، نشر ماسك تغريدة على تويتر، الأحد، أعلن فيها عن تأجيل موعد العرض "show & tell" الذي ستنظمه شركته "نيورالينك"، للإعلان عن تفاصيل مشروع زرع شرائح في الدماغ البشري، إلى 30 نوفمبر المقبل، دون أن يقدم مزيدا من المعلومات، حسب قناة الحرة. وحسب نفس المصدر، قال الرئيس التنفيذي لشركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية، وشركة سبيس إكس لتطوير الصواريخ، في أغسطس الماضي، إن شركته " نيورالينك " ستستضيف حدثا جديدا بعنوان "show and tell" يوم 31 أكتوبر المقبل، لتقديم تحديثات عن مشروع زرع شريحة في دماغ إنسان، قبل أن يعلن، الأحد، تأجيل الموعد لمدة شهر. وتهدف شركة Neuralink، التي أسسها ماسك عام 2016، ومقرها سان فرانسيسكو، إلى زرع شرائح لاسلكية للدماغ، للمساعدة في علاج الحالات العصبية، مثل مرض ألزهايمر والخرف وإصابات النخاع الشوكي، ودمج الجنس البشري بالذكاء الاصطناعي. وقال ماسك في عرض تقديمي عام 2019 إن الشركة المذكورة، كانت تهدف إلى الحصول على موافقة الجهات التنظيمية لإجراء تجارب لزرع رقائق في البشر بحلول نهاية عام 2020، لكن الشركة لم تحصل بعد على هذه الموافقة ولم تطرح أي منتج في السوق. وتواصل ماسك مع مطور غرسات شرائح الدماغ Synchron Inc بشأن استثمار محتمل بعد أن أعرب عن إحباطه لموظفي نورالينك بسبب تقدمهم البطيء في إجراءات الحصول على التصريح التنظيمي اللازم لاستخدام أجهزتها، وفقا لرويترز. شركة سبقته إلى التجارب السريرية في النصف الأخير من 2021 دخلت شركة عاملة بمجال واجهات الدماغ والحاسوب في تجارب سريرية بالولاياتالمتحدة لاختبار أجهزتها القابلة للزرع في أدمغة البشر، حسب (asharqbusiness)، وهي خطوة كبيرة نحو إدخال الأجهزة المستقبلية في المزيد من الجماجم للمساعدة في علاج حالات مثل الشلل. وحسب نفس المصدر، قالت شركة "سينكرون" (Synchron Inc)، التي يقع مقرها في نيويورك، إنها حصلت على إذن من إدارة الغذاء والدواء لاختبار أجهزتها على المرضى من البشر. وتعد التجربة، المعروفة بدراسة الجدوى المبكرة، ضرورية لإثبات أن الأجهزة المزروعة تعمل بأمان ويمكن بيعها يوماً ما في الولاياتالمتحدة. وتغلبت "سينكرون" على الشركات الأخرى – بما في ذلك شركة "نيورالينك" (Neuralink) التي يملكها إيلون ماسك، من خلال إعلانها حصولها على الموافقة التنظيمية لإجراء اختبارات المنتج التجاري في أدمغة البشر. وعلق الدكتور جي موكو، كبير المسؤولين الطبيين في الشركة "سينكرون" وأستاذ جراحة الأعصاب في سلسلة مستشفيات "ماونت سيناي هيلث سيستم" (Mount Sinai Health System) في نيويورك قائلا: "تعتبر الطريقة التجارية أسلوباً آخر للقول إنها عملية وقابلة للتطبيق في الحياة الواقعية". تكنولوجيا جديدة تعتبر واجهات الدماغ والحاسوب التجارية مجالا جديدا نسبياً لإدارة الغذاء والدواء. ويتطلع أصحاب رؤوس الأموال المغامرة إلى تبنّي التكنولوجيا الجديدة بشكل مفاجئ، ومنذ بداية العام 2021، جمعت الشركات الناشئة العاملة بمجال واجهات الدماغ والحاسوب ما قدره 133 مليون دولار، وفقاً لشركة الأبحاث "بيتش بوك" (PitchBook)، ويتجاوز هذا الرقم بالفعل رأس المال الذي جُمع خلال العام 2020 بأكمله، وهو الأكبر تقريبا منذ عام 2017، أي العام الذي حصلت فيه "نيورالينك" على 107 ملايين دولار. وفي يوليوز 2021، صرحت شركة "بارادروميكسز" (Paradromics) أنها جمعت مبلغ 20 مليون دولار. يشار إلى أن "سينكرون" أجرت بالفعل اختبارات متعددة لأنواع مختلفة، بما في ذلك تجربة سابقة لأربعة مرضى في أستراليا. من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة "سينكرون"، توماس أوكسلي، إن "هناك مجموعة من المخاوف المتعلقة بالسلامة التي لم يتم التعامل معها من قبل، بما في ذلك الأمن السيبراني، وهو جزء كبير من المناقشات التي أجريناها". بجانب ذلك، سعت الشركة لوضع جهاز يسمى "ستينترود" (Stentrode)، وهو أصغر من عود الثقاب، في الدماغ لمساعدة المرضى المصابين بالشلل على التحكم في الأجهزة الرقمية مثل مؤشرات الحاسوب من خلال أفكارهم؛ حيث تعمل الأجهزة المزروعة عن طريق الاتصال عبر سلك صغير مع جهاز مزروع آخر في الصدر، ومن ثم يرسل جهاز الإرسال إشارات إلى جهاز حاسوب خارج الجسم، بالقرب من المريض. وخططت "سينكرون" لإدراج ستة مرضى في تجربتها في الولاياتالمتحدة خلال 2021، والتي تشبه تقريباً المرحلة الثانية من التجارب السريرية لأي عقار. وعلى عكس العديد من واجهات الدماغ والحاسوب المزروعة الأخرى التي تتطلب جراحة في الدماغ، يتم زرع جهاز "ستينترود" عبر وعاء دموي في قاعدة العنق، وتحريكه باتجاه وعاء في الدماغ.