نجوى رضواني / صحافية متدربة بات الشغل الشاغل، للطلبة المغاربة، بعد مغادرتهم لأوكرانيا التي تشهد غزوا عسكريا روسيا للأسبوع الثاني، هو مصير سنوات من الدراسة قضوها بالجامعات الأوكرانية، في ظل حديث عن تعرض بعضها للقصف، وما قد يتسبب ذلك في إتلاف وثائقهم الدراسية. ويصل عدد الطلبة المغاربة بأوكرانيا إلى 10 آلاف طالب، حسب أرقام رسمية صادرة عن وزارة التعليم الأوكرانية. وتعد هذه البلاد الواقعة شرق أوروبا، وجهة دراسية مفضلة بالنسبة للطلبة المغاربة لدراسة تخصصات مختلفة، من أبرزها الطب والصيدلة والهندسة المعمارية. مريم، واحدة من الطلبة المغاربة الذين تمكنوا من مغادرة أوكرانيا برا، والوصول بأمان إلى هنغاريا. ولم تخف هذه الطالبة البالغة من العمر 22 سنة، في السنة الثانية تخصص صيدلة بجامعة "زاباروجيا"، في حديثها مع "العمق"، قلقها من مصير دراستها بعد الحرب. "هربت فعلا من أصوات القصف، ومحركات الذبابات، وطلقات الرشاشات، وأنا الآن في أمان، لكن لا أخفيك سرا أن خوفي وقلقي من مصير دراستي يزداد يوما بعد يوم"، وتقول مريم إن دراستها كلفتها وعائلتها مجهودا كبيرا لا على المستوى المادي ولا المعنوي، وهذا المجهود قد يتبخر بسبب الحرب. ولم تقدم الجامعات الأوكرانية، أية معلومات لطلبتها الأجانب بالخصوص، حول مصير الدراسة، في ظل القصف الروسي، في حين تحدث عدد من الطلبة، عن تعرض جامعاتهم لأضرار كبيرة نتيجة الغزو الروسي، وهو ما قد يعني أن وثائقهم قد تكون تضررت، أو تعرضت للحرق. وتتساءل، سارة وهي طالبة في السنة الثالثة تخصص طب، بإحدى الجامعات الأوكرانية، ومعها طلبة آخرين، عن إمكانية استكمال مسارها الدراسي بالجامعات المغربية، أو في أية دولة أخرى، "هذا إن لم تتعرض شهاداتي للإتلاف بسبب القصف"، تضيف سارة في حديثها للعمق. في السياق ذاته، عبر يونس، وهو طالب في السنة السادسة بكلية الطب، بجامعة "خاركوف"، عن خوفه الشديد من ضياع مستقبله، خصوصا وأنه تفصله فقط شهور معدودة عن التخرج، مناشدا الجهات المسؤولة بالمغرب، لإيجاد حلول تضمن لهم عدم ضياع سنوات دراستهم، وأيضا حقهم في الحصول على وثائقهم وشهاداتهم الدراسية في حالة استمرت الحرب. وتبلغ رسوم التسجيل في الجامعات الأوكرانية، نحو 47 ألف درهم للسنة الواحدة، إضافة إلى مصاريف السكن والأكل، وغيرها، وهو ما يعني أن كل طالب مغربي ينفق ما مجموعه 100 ألف درهم سنويا. يذكر أن قرابة 6 آلاف طالب مغربي تمكنوا من مغادرة الأراضي الأوكرانية، إلى حدود مساء أمس الأربعاء. في حين وصلت طائرتين أمس مطار محمد الخامس الدولي، تقلان 320 طالبا مغربيا.