كشف وزير التعليم العالي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، عن رقم صادم بخصوص الهدر الجامعي بالمغرب، حيث تبلغ النسبة الإجمالية للانقطاع عن الدراسة بدون الحصول على أي شهادة 49.4 بالمائة. وسجل ميراوي خلال اجتماع للجنة التعليم بمجلس النواب، اليوم الثلاثاء، صعوبة الولوج والاندماج في سوق الشغل لدى حاملي شهادة الإجازة بسبب عدم تملك خريجي المؤسسات الجامعية ذات الولوج المفتوح لمجموعة من الكفايات الأفقية المتعلقة بالمهارات الحياتية بالإضافة إلى ضعف تملك اللغات الأجنبية. وبحسب المتحدث، فقد تم اقتراح نظام "الباشلور" لتجاوز هذه الإكراهات، قبل أن يشير إلى أن الرأي الذي تقدم به المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أبان على أن مشروع المرسوم المتعلق بسلك الباشلور تعتريه مجموعة من الشوائب ويفتقر للمبررات العلمية والبيداغوجية التي أفضت إلى تغيير مدة التكوين في السلك الأول للتعليم العالي وفي الماستر، وهو ما من شأنه أن يخل بالمنظومة. وفي سياق متصل، تحدث ميراوي عن المعيقات والإكراهات المطروحة لتطوير منظومة التعليم العالي والرقي، منها إشكالية التوجيه وعدم ملاءمة مخرجات التعليم الثانوي مع طبيعة توزيع الطلبة بمختلف مسالك ، حيث أشار إلى أن %35 من مجموع الحاصلين على باكالوريا علمية أو تقنية يفضلون التسجيل في ميادين العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية والآداب والعلوم الإنسانية. كم أشار المسؤول الحكومي، إلى عدم استثمار الإمكانيات التي تتيحها التكنولوجيا الرقمية لتطوير التعليم العالي خاصة التعليم عن بعد، إضافة إلى ضعف مستوى التحصيل البيداغوجي بسبب اختلاف لغة التدريس بين التعليم الثانوي والتعليم الجامعي العال، خاصة في الشعب العلمية والتقنية والاقتصادية، وضعف الجسور بين التكوينات مما يؤثر على الحركية الأفقية للطلبة وإعادة توجيههم عند الاقتضاء.