وصف الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، عهد سلفه حميد شباط بمرحلة "الضبابية والكبوة التنظيمية"، قائلا إن حزبه يعيش منذ المؤتمر السابع عشر على إيقاع طفرة سياسية وتنظيمية حميدة. وأشاد بركة، في كلمة له خلال دورة المجلس الوطني لحزبه، اليوم السبت، بالحصيلة الانتخابية "المشرفة" لحزب الميزان، التي أعادته إلى "صدارة الواجهة السياسية الوطنية والترابية، وبوأته مكانة وازنة في مؤسسات صناعة القرار الوطني". واسترسل بركة بأن حزبه عمل منذ مؤتمره الأخير على "استجماع كل قواه والنهوض من كبوته التنظيمية السابقة قويا متماسكا، واستنفر كلَّ مؤسساته وتنظيماته ومنظماته الموازية وروابطه المهنية، وكلَّ مناضلاته ومناضليه ليعود كما كان دائما فاعلا ومؤثرا في المشهد السياسي الوطني". وقال بركة إن حزب الاستقلال، في عهده، رجع لوجدان وذاكرة المغاربة "التي كان دائما متجذرا فيها"، وأعاد الثقة في الاختيارات والتوجهات والحلول والبدائل التي يقدمها لخدمة المواطنين. وتابع أن "الميزان" انتقل من حزب يعمل خارج الإطار الحكومي على الرغم من مساندته للحكومة، إلى حزب أساسي ضمن البديل الديمقراطي الذي أفرزته الانتخابات، وبحضور "وازن في الفريق الحكومي الجديد". ووصف نزار بركة أيضا عهد شباط بمرحلة الضبابية، قائلا: "لقد غادرنا منطقة الضبابية إلى غير رجعة واستوطنا منطقة الوضوح والشفافية والمسؤولية والمصداقية، عدنا بها إلى إحياء الحزب في وجدان المغاربة، من خلال ما نهجناه من عمل وتواصل القرب وترافع عن قضايا وانشغالات المواطنين، وتجديد للفكر الاستقلالي لإبداع الحلول والبدائل والمبادرات". وتابع: "لقد عدنا من بعيد!،لكن، هل كان من السهل، أن نرمم أعطاب البيت الداخلي ونباشر مسلسل المصالحات؟ هل كان من السهل، وقد جئنا من بعيد، أن نقطع مع خطاب شعبوي بعيدٍ عن ثقافة حزبنا، ونؤسس لمعارضة وطنية استقلالية لا تستهدف الأشخاص ولا الهيئات والمؤسسات، وإنما تعارض السياسات وتقترح الحلول والبدائل؟". وواصل تساؤلاته: "هل كان من السهل أن نقطع مع تراكمات الماضي القريب، وأن نستعيد ثقة الإرادة الشعبية، لو لم يستشعر فينا المواطنات والمواطنون أن حزب الاستقلال قد عاد إلى مرجعيته وثوابته الراسخة، وواصل مشروعه الفكري والمجتمعي المتجدد، الذي يقوم على التعادلية والوسطية والتوازن والتضامن؟".