استطاع رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تلقين شركات الاتصال الثلاثة، "اتصالات المغرب" و"ميديتل" و"إينوي" ضربة موجعة على الموقع الأزرق، ردا على إقدام الشركات المذكورة على تنفيذ قرار الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بحظر خدمة المكالمات المجانية VOIP، عبر حملة "حيد لايك" الداعية إلى سحب الإعجابات للصفحات الرسمية للشركات. وتلقت شركة "اتصالات المغرب" أكبر الخسائر بفقدانها، إلى حدود كتابة هذه الأسطر، أكثر من 180 ألف متابع لصفحتها الرسمية على الموقع الأزرق، فيما فقدت "إنوي" أكثر من 151 ألف متابع أدى بها إلى النزول عن حاجز مليوني متابع أياما قليلة بعد احتفالها بوصول هذا السقف، كما فقدت "ميديتل بدورها أكثر من 143 ألف متابع. ويتطلب الحصول على معجبين لصفحات فيسبوك من مدرائها مجهودا كبيرا، كما كلف ذلك الشركات الثلاثة أموالا مهمة من أجل الاستفادة من إشهار الموقع لصفحاتها وإيصالها إلى أكبر عدد من المتابعين الجدد. "النزيف" في تصاعد مستمر ومازال الرقم مرجحا للاتساع نظرا لتواصل الحملة ضد الشركات، غضبا على حجب الاتصالات المجانية بواسطة تطبيقات الهواتف الذكية، من قبيل "واتساب" و"سكايب" و"ميسنجر"، والتي تلقى استعمالا واسعا من طرف مستخدمي الهواتف الذكية. وحجبت الشركات العاملة في مجال الاتصال بروتوكول VOIP الذي يتيح إمكانية إجراء الاتصالات المجانية من تطبيقات الهواتف الذكية على مرحلتين، الأولى قبل حوالي شهرين بحجبه فقط عن مستخدمي الإنترنيت من الجيل الثالث والرابع (3G و 4G)، فيما تم حجبه عن خدمة ADSL يوم الأحد الماضي. هذا، وكشف رواد الإنترنيت إقدام إحدى الشركات على "شراء" الإعجابات لبعض منشوراتها من دول أخرى، للتغطية على حجم الغضب والمقاطعة من طرف الناشطين المغاربة. هاشتاغات وتغيير لشعار الشركات أطلق الناشطون المحتجون على القرار القاضي بحرمانهم من الاتصالات المجانية مجموعة من الهاشتاغات التي عرفت انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، أبرزها "#ضمير_مواطن" و"#عيقتو" وكذا "#Dislike"، إضافة إلى الهاشتاغ الرئيسي للحملة "#حيد_لايك". كما عمد رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى التهكم على الشركات الثلاث بتغيير شعاراتها في الإعلانات الدعائية الرسمية الخاصة بها، حيث عوضوا شعار "عبر كيبغيتي" الخاص بشركة إنوي ب"غير نوي بلا تدوي"، وشعار "عالم جديد يناديكم" الخاص باتصالات المغرب إلى "عالم صامت يناديكم"، وكذا "ديما راحتك" الخاص بميدتيل إلى "ديما قامعك". المقاطعة تمتد ل"ماروك ويب أواردس" كما سبق وأن أعلن عدد من المتبارين وأعضاء لجنة التحكيم بمسابقة "ماروك ويب أواردس" التي تدعم الطاقات النشيطة على الشبكة العنكبوتية، احتجاجا على مشاركة شركة "إينوي" التي تعتبر الداعم الرسمي للمسابقة، في حظر خدمات بروتوكول الاتصال VOIP. وعرفت المسابقة انسحاب عضوين من لجنة التحكيم لهذه السنة، احتجاجا على مساهمة "إينوي" في حظر الاتصال بتطبيقات الهواتف الذكية وما يشببها. وأعلن أيمن بوبوح عضو لجنة التحكيم انضمامه إلى "نشطاء إمبراطورية فيسبوك المغربية العظيمة التي تشن أكبر رد فعل إلكتروني على ثالوث كهنوت الاتصالات في المغرب - #maroctelecom و #meditel و #inwi - بعد منع الخدمات المجانية للاتصالات التي يوفرها الإنترنت". وأضاف في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "وبهذا أعلن انسحابي من لجنة تحكيم مسابقة ماروك ويب أواردس في نسختها التاسعة لكون إحدى هذه الشركات هي التي تدعم الدورة إلى حين العدول عن هذا القرار أو استبدال الراعي الرسمي للمسابقة". بدوره، أعلن المتباري مصطفى الفكاك انسحابه، واعتبر أنه لا يمكنه أن يكون متصالحا مع نفسه وهو يشارك في مسابقة تمولها إحدى شركات الاتصال، التي "تستحمرنا نحن مستعملي الإنترنيت ويأخذون قرارات تضرنا دون إخبارنا وكأننا قطيع".