وجد العلماء في بريطانيا أن طائر الكاتب المفترس الذي يعيش في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا هو صاحب أقوى وأدق ضربة منقار إذ تعادل قوتها خمس مرات قدر وزن جسمه وهي قادرة على الفتك بالأفاعي في أقل من طرفة عين. يصل طول الطائر الكاتب إلى أربعة أقدام وله أرجل شبيهة بطائر الغرنوق (الكركي) وعلى خلاف معظم الطيور الجارحة التي تنقض على فرائسها من الجو لتجهز عليها فإنه يقتنصها غالبا وهو واقف على رجليه. وتختلف طريقة الطائر الكاتب في الإجهاز على فريسته عن الجوارح الأخرى التي تقف عادة فوق طريدتها ثم تستخدم المنقار للفتك بها بعد أن تنبش مخالبها فيها. وقال كامبل مورن من صندوق الحفاظ على الصقور في هامبشير "إنه طائر فريد في واقع الأمر ولا يوجد له مثيل بين الطيور المفترسة فهو لا نظير له بين هذه العائلة لذا فإنه يختلف تمام الاختلاف عن الطيور المفترسة من ناحية تصنيف الكائنات. "تتغذي هذه الطيور على الكثير من اللافقاريات وعلى الكثير من الثدييات الصغيرة وتتضمن قائمة طعامها الأساسية أي كائن صغير يمكن له أن يطارده ويصرعه ويشل حركته ثم يزدرده". واستعان فريق من الباحثين من كلية (رويال هولوي) بجامعة لندن ومن الكلية الملكية للطب البيطري ومن صندوق الحفاظ على الصقور بذكر من الطائر الكاتب يسمى (ماديلاين) لاكتشاف مدى وكيفية اكتساب هذا الكائن مثل هذه القوة في ضربة المنقار. وتم تدريب ذكر (ماديلاين) على مهاجمة الأفعى المطاطية في حظيرته بمقر صندوق الحفاظ على الصقور وتم تقدير قوة ضربة المنقار بالاستعانة بميزان دقيق لقياس القوى تم إخفاؤه تحت النجيل الصناعي بالقرب من الأفعى. وبلغت أقصى قوة تمكنوا من تسجيلها أكثر من 195 نيوتن بالوحدات المطلقة أي ثقل 20 كيلوجرام تقريبا بالوحدات التثاقلية. وقال كامبل لرويترز في الدراسة التي نشرت نتائجها بدورية (كارانت بيولوجي) "إذا نظرت لهذه القوة من ناحية التناسب وإذا ما قارنتها بجسم في مثل وزني وحجمي فإنها تكافئ أن أضرب بقدمي على الأرض بقوة تعادل نحو نصف طن". وأضاف "من الأهمية بمكان القول بأنها (قوة ضربة المنقار) تحدث والطائر واقف مكانه إذ أن هناك من الطيور الجارحة التي تضرب فريستها بقوة هائلة لكنها عادة ما تقفز على طرائدها من فوق غصن شجرة أو عمود أو من الجو مثل النسور والصقور لكن ماديلاين نفذ ذلك من الوضع واقفا ونفذ ضربات بمنقاره تعادل وزن جسمه خمس مرات." وتم حساب زمن النقرة الواحدة بالمنقار ووجد أنها تعادل 15 جزءا من ألف جزء من الثانية الواحدة أي نحو عشر زمن طرفة العين. ولأن الحيات السامة هي جزء من الغذاء الرئيسي للطائر الكاتب فإن سرعة وكفاءة ضربات المنقار نحو جمجمة الأفعى حيوية بالنسبة إلى بقائه. يقول كامبل إن هذه الدراسة يمكن أن تسهم في فهم كيف كانت الطيور البرية الضخمة ترصد فرائسها وربما كانت لنتائج الدراسة تطبيقات عديدة محتملة أيضا في مجال الأبحاث التكنولوجية والميكانيكا الحيوية ومنها الروبوتات وتصميم الأجهزة والأطراف الصناعية المستوحاة من علوم البيولوجيا.