جددت تونس، على لسان المستشار لدى رئيس الجمهورية، وليد الحجام، تمسكها بمبدأ الحياد الإيجابي في تعاطيها مع ملف الصحراء المغربية، مؤكدة على تمسكها أيضا بعلاقاتها الأخوية والتاريخية المتميزة مع كل الدول المغاربية. جاء ذلك بعدم صادق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أمس الجمعة، على تمديد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام، حيث نال القرار الأممي ثقة 13 دولة، فيما امتنعت تونس وروسيا عن التصويت. وأشار الحجام في تصريح لوكالة الأنباء التونسية إلى حرص تونس "على تغليب لغة الحوار للتوصل إلى حل سياسي مقبول لملف الصحراء، يعزز الاستقرار في المنطقة، ويفتح آفاقا واعدة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في اتحاد المغرب العربي ويدعم قدرتها على رفع التحديات الأمنية والاقتصادية والتنموية المشتركة". وقال المتحدث إن تونس تدعم الجهود الدؤوبة للأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي لقضية الصحراء وللدور الهام الذي تضطلع به بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، انطلاقا من التزام تونس بالشرعية الدولية وبدور الأممالمتحدة في صون السلم والأمن الدوليين. وأضاف أن تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، "ستيفان ديميستورا" يعد خطوة مهمة نحو دفع مسار التسوية السياسية وخلق زخم إيجابي تونس تعتبر لمواصلة جهود الحل السلمي وتدعم جهوده، معلنا ترحيب بلاده بقرار مجلس الأمن الصادر اليوم الجمعة بخصوص تجديد ولاية البعثة الأممية في الصحراء المغربية. وأوضح الحجام في تصريحه أن "تونس تعتبر الفضاء المغاربي مكسبا هاما وخيارا استراتيجيا لا غنى عنه، وتحرص على تدعيمه بالتعاون مع كل الأشقاء في المنطقة، وذلك إيمانا منها بوحدة المصير، وبضرورة العمل المشترك لتحقيق تطلعات الشعوب". وكان أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، رضوان اعميمي، قد اعتبر أن امتناع تونس عن التصويت على القرار "يطرح أكثر من علامة استفهام في ظل كل ما يقدمه المغرب من مواقف ومساعدات للشعب التونسي في أوقات الأزمات آخرها موضوع اللقاحات". وأشاد المغرب، بقرار مجلس الأمن الأخير واعتبره قرارا مهما أسقط مناورات خصوم الوحدة الترابية للمغرب، وقدم أجوبة على تحركات ومناورات الجزائر.