تم، أمس السبت بمراكش، تقديم كتاب علمي يحمل عنوان "سرطان الرئة بين المعرفة النظرية والتطبيق العلمي" ويتطرق لمخاطر التدخين وخاصة السيجارة الإلكترونية. وجرى تقديم هذا الكتاب، الذي قام بتنسيقه البروفسور علي الطاهري رئيس الجمعية المغربية لداء السرطان، خلال الملتقى الخامس لسرطان الرئة الذي نظم اليوم تحت إشراف الجمعية الفرنسية المغربية لجراحة أمراض الصدر والكوليج الوطني للأخصائيين في أمراض الصدر، وتمحورت أشغاله العلمية بالأساس، حول السيجارة الإلكترونية وأضرارها الصحية الخطيرة وأهم أنواع سرطانات الرئة. ويتناول هذا المؤلف، الذي يقع في 203 صفحات موزعة على 21 فصلا وشارك في إعداده حوالي 33 من الأساتذة المرموقين مغاربة وفرنسيين، مختلف المستجدات المتعلقة بسرطان الرئة سواء ما يتعلق بالجانب التشخيصي أو العلاجات المختلفة المتطورة. ويسعى هذا الكتاب إلى دحض الادعاءات والمزاعم التي تقول بأن السيجارة الإلكترونية أقل خطرا من السيجارة التقليدية، من خلال تقديم أرقام وبحوث علمية أجريت بالولايات المتحدةالأمريكية وأوروبا أبانت بالملموس بأن السيجارة الإلكترونية، التي أضحت "موضة" تشكل خطرا كبيرا على صحة المدخنين. وقال البروفسور الطاهري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا المؤلف ذا طابع تحسيسي وموجه للأطباء والمواطنين بصفة عامة للإقلاع عن آفة التدخين، مبرزا أنه اعتمد في إعداد هذا المؤلف على دراسات علمية موثوق في صحتها أجريت على الصعيد العالمي من قبل منظمة الصحة العالمية وجامعات أوربية وأمريكية، إلى جانب دراسات ميدانية تم القيام بها بالمغرب. وسجل أن السبب الكامن وراء إعداد هذا الكتاب يعود بالأساس لكون سرطان الرئة يعتبر الأكثر انتشارا ذلك أن 20 في المائة من المصابين بالسرطانات يعانون من سرطان الرئة الذي يأتي في مقدمة السرطانات القاتلة حيث أن ثلث الوفيات نتيجة السرطان لها علاقة بسرطان الرئة. وأعرب البروفسور الطاهري عن الأسف بخصوص هذه الأرقام في الوقت الذي يمكن تجنب الإصابة بهذا السرطان نظرا لارتباطه بنسبة 90 في المائة بالتدخين، وحذر في ذات السياق، من خطورة التدخين غير المباشر والذي يتسبب بدوره في الإصابة بهذا السرطان. أما المستجد الذي أتى به هذا الكتاب، يقول المتحدث، فيكمن في النوع الجديد من العلاج والمتجلي في العلاج المناعي الذي ينضاف إلى العلاجات التقليدية (الأشعة والجراحة ..)، موضحا أن هذا النوع الجديد من العلاج يقوم على تحفيز مناعة الشخص المصاب لمقاومة المرض ويستهدف بالأساس الخلايا السرطانية دون غيرها وليست له مضاعفات عكس العلاجات التقليدية الأخرى. وأشار إلى أنه سيتم توزيع، وبالمجان، 1.500 نسخة من هذا المؤلف الذي قامت بطبعه أكبر دار للنشر في المجال الطبي بفرنسا والولايات المتحدة، على جميع الأطباء المختصين في هذا المجال في الدول المغاربية وفرنسا. كما دعا إلى ضرورة تفعيل القانون المتعلق بمنع التدخين في الأماكن العمومية وفرض غرامات صارمة على المخالفين وأصحاب المحلات الذين يسمحون للأشخاص بالتدخين في هذه الأماكن. وشكل هذا الملتقى مناسبة لاستعراض مختصين مغاربة بحضور خبراء دوليين لمختلف الزوايا العلمية المتعلقة بالتشخيص والعلاجات الطبية والجراحية والمستجدات في مجال العلاج بالأشعة، فضلا عن تبادل الآراء حول السيجارة الإلكترونية. وعرف هذا الحدث الطبي مشاركة مختصين مرموقين في أمراض السرطان وأمراض الجهاز التنفسي وجراحين في مجال الأورام الصدرية. كما شمل برنامج هذه التظاهرة تنظيم أربع ورشات تناولت سرطان الرئة، والفحص بالصدى للأورام الصدرية وزراعة الرئة، إلى جانب عقد لقاء مناقشة حول دور المختصين في أمراض الجهاز التنفسي في الاجتماعات التشاورية المتعددة التخصصات بين مختلف المختصين من أجل اتخاذ قرار تشخيصي أو علاجي. يشار إلى أن سرطانات الرئة تعد الأكثر انتشارا في العالم، وترتبط مسبباتها بشكل وثيق بالتدخين. أما بمنطقة المغرب العربي فغالبا ما يتم تشخيص هذا المرض في مراحل متقدمة، كما أن أقل من ثلث المرضى يوجدون في مراحل متقدمة من المرض ولا يكون بمقدورهم الاستفادة من تدخل جراحي لاستئصال الورم.