هذه قصتي سأسردها عليكم لأنني عشت وشاهدت أصعب مباراة في حياتي يكفي أن أقول أن فريقنا بجيل جديد كتب له القدر أن يسقط للقسم الثاني لأسباب كل التطوانيين أدرى بها لكن الفرصة جاءت للتعويض وفي كأس العرش وأمام الوداد نكون أو لا نكون. كل الظروف تقول أن تطوان لن تتأهل على حساب الوداد ! لم أشجع بشغفي المعتاد ولم أتفاعل ولم أقم بأي شيء طيلة شوط أول زاد الطين بلة قبل ختامه هو هدف الكعبي الذي نزل كقطعة ثلج باردة على محياي. هنا اتضح لي أن باب الإقصاء يلوح في الأفق وأن المعجزة باتت مستحيلة. الشوط الثاني بدأ.. وفي ثوانيه فقط لم أنتبه جيدا للقطة فأتى " الغزال " خلوة ليعيد فريقنا للمباراة بهدف التعادل الذي أعاد لي الأمل ولو بشكل ضئيل. أمل تحول إلى تشجيع حقيقي ولم أبرح من مكاني ولو للحظة فأتت الصاعقة برصاصة ثانية في مرمى الوداد عن طريق جبرون هذا الهدف طرت به فرحا ولكن لم أؤمن بأن المعجزة ستتحقق. بصراحة لم أصدق تقدم فريقنا في النتيجة ولكن لبرهات قليلة ليعود الوداد من جديد هنا فهمت جيدا أن لا مجال للتفاؤل وأن الوداد سيحسم كل شيء لمصلحته. بيد أنني أخطأت في التقدير وحساباتي لم تكن دقيقة صمد فريقنا لآخر نفس فخرج متعادلا متوجها لأشواط إضافية التي كنا نلعب فيها بعشرة لاعبين فقط بعد طرد محمد كمال. الفرصة التي جمدتني في مكاني هو هدف قاتل من الكعبي وهنا قلت في نفسي " انتهت اللعبة " فصعقت وتحطمت واختفت ابتسامتي لفترة قصيرة لأنني لم أكن أعلم واقسم برب الكعبة أن الهدف غير صحيح والفار ألغاه. تحولت ذلك الحزن لفرح كبير وتوجه الفريقان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت لنا فلكم أن تتصوروا كيف عشت تلك اللحظة من فرحة كبرى وقفزة كبيرة وصراخي الشديد فلم أصدق المشهد تماما أمام عيني فريقي تأهل وكتب التاريخ في نهائي كأس العرش وضمن مقعده كذلك في مسابقة كأس الإتحاد الأفريقي في مشهد تاريخي وفي ليلة جميلة ومتقلبة بكل أنواعها من خيبة السقوط إلى فرحة ليس لها أي وصف أو تعليق. هي فعلا أصعب مباراة شاهدتها في حياتي وستظل راسخة في أذهاني؟