غادر زعيم الجبهة الانفصالية "البوليساريو"، إبراهيم غالي، في الساعات الأولى من يوم الأربعاء، إسبانيا، متوجها إلى الجزائر، على متن طائرة مدنية تعود لشركة فرنسية استأجرتها السلطات الجزائرية. وخططت السلطات الجزائرية، أمس الثلاثاء، لإرجاع إبراهيم غالي بعد مثوله بتقنية الفيديو أمام قاضي التحقيق، على متن طائرة عسكرية، انطلقت من مطار "بوفاريك" العسكري، غير أن سلطة الملاحة الجوية في إسبانيا رفضت السماح لها بدخول المجال الإسباني بناء على تعليمات من الجيش. وما أن قرر قاضي التحقيق بالمحكمة الوطنية "سانتياغو بيدراز" عدم متابعة غالي والاكتفاء فقط بطلب عنوانه ورقمه، حتى حزم زعيم البوليساريو حقائبه، حيث مباشرة بعد خروجه من المستشفى نقل على سيارة إسعاف إلى مطار "نواين" حيث كانت تنتظر هناك طائرة تابعة لشركة فرنسية استأجرتها السلطات الجزائري. ووفقا لما ذكره موقع "لوديسك" نقلا عن مصادره، فقد انطلقت الطائرة وهي من طراز "هوكر بيتش كرافت" من مطار "نواين" على بعد 6 كيلومترات من مدينة "بامبلونا"، على الساعة 1.30 ليلا، في اتجاه مطار "هواري بومدين" بالعاصمة الجزائر. وأضافت المصادر ذاتها، أن الطائرة استأجرتها السلطات الجزائرية من شركة Airlec Air Espace الفرنسية المتخصصة في النقل الطبي والتي يوجد مقرها بمدينة "بوردو"، وهي نفس الطائرة التي نقلت الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للعلاج في ألمانيا. وقالت الحكومة الإسبانية، بحسب ما ذكرته، وكالة "أ،ف،ب"، إن غالي "خطط لمغادرة إسبانيا هذه الليلة على متن طائرة مدنية من مطار بامبلونا" في شمال البلاد، من دون أن تحدد وجهة هذه الطائرة، مكتفية بالقول إن ها أخطرت السلطات المغربية بهذا الأمر. وكانت المحكمة الوطنية بمدريد قد رفضت اعتقال أو سحب جواز سفر زعيم الجبهة الانفصالية، على خلفية الاتّهامات الموجهة إليه، حيث اكتفى القاضي بطلب عنوان ورقم هاتف إبراهيم غالي من أجل الوصول إليه. ونفى غالي، خلال مثوله أمام قاضي التحقيق عبر الفيديو، جميعَ الاتّهامات الموجهة إليه، بما في ذلك جرائم ضد الإنسانيّة والإبادة الجماعية والتعذيب.