لسنوات عديدة (و خاصة بعد وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر) ظل خلفه السادات يطلب ود إسرائيل و أمريكا سرا و علانية، مقابل تماطل حكام تل أبيب و تفضيلهم حال اللاحرب و اللاسلم، ممزوجة بالأمر الواقع: بناء مستوطنات على أرض سيناءالمحتلة. فقط حينما تحرك الجيشان المصري و السوري بدعم عربي فقتلا -في حرب العاشر من رمضام- آلاف الجنود المحتلين في أيام معدودات، خرج "مواطنو" الكيان العبري في تظاهرات طلبا للسلام و رفضا للحرب. نعم: إنهم قوم لا يفقهون سوى لغة القوة! الرئيس السادات، الذي لم يهتموا لشأنه لسنوات، استقبلوه بالأحضان بعد أن مسح الجيش المصري بكرامة جيش إسرائيل أرض سيناء. و بغض النظر عن مآلات حرب أكتوبر و فرصها الضائعة، فإن أهم درس تعلمناه أن سكان كيان الاحتلا "كامونيون" لا يحترمون إلا من يمرغ كرامتهم بالتراب!! لذا، فالذين لا زالوا مؤمنين أن الحل مع بني إسرائيل يمر عبر التملق و التقرب لهم، هم إما أغبياء و في الغالب عملاء يخدمون مصالح المحتل نظير تمكينهم من رقاب العباد، في دول لا يملك سكانها من صفة المواطنة سوى الإسم. لا تطمعوا في من جادل الله في بقرة أن يجنح معكم للسلم ما لم تجبروه، حتى لو أصبغتم على ذلك كلمات كبيرة كالتطبيع و لغة المصالح و المنفعة و السياسة و بلا بلا بلا… ببساطة، لن نكذب من خلق السموات و الأرض في 6 أيام، لنصدق "زعماء" لم ينجحوا في تحريك مستويات الفقر في بلدانهم ل 60 سنة و يزيد!! أما خطط التطبيع و التضبيع فهي مطبقة، ليس لأن الشعوب راضية عن حكامها و عن قراراتهم، بل لأنها (الشعوب) مقموعة مقهورة تحت رحمة عصابات مسلحة حتى الأظافر، تغطي جبروتها بشعارات مصلحة الوطن و سلامة المواطنين. و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى. صدق الله العظيم.