لم تمر الا اسابيع قليلة قبل ان ينكشف زيف الاتفاق المزعوم الذي طبعت بموجبه دول عربية قالت إن السلام مع دولة الاحتلال هو الحل. اتفاق قال عنه كبار المسؤولين في بلادنا أنه "انفتاح على الآخر" و "سيجعلنا في موقع اقوى للدفاع عن فلسطين وحق الشعب الفلسطيني"!!. واليوم يتجلى هذا الدفاع من موقع القوة في بلاغ وزارة الخارجية الخجول في بضعة اسطر بلغة اكثر من مهادنة لا تعكس مشاعر الشعب المغربي في شيء، في مشهد بئيس من سلطة تمنع الوقفات وحزب يقود الحكومة ويندد بهذا المنع!! والحقيقة أن الوقفات الاحتجاجية العفوية والتلقائية التي انطلقت في مختلف أنحاء المغرب من شماله إلى جنوبه هي بمثابة استفتاء شعبي حقيقي على المزاج المغربي الرافض لأطروحة التطبيع والمساند لخيار المقاومة الذي يثبت اليوم نجاعته وفعاليته في مواجهة الغطرسة الصهيونية.. هي استفتاء حقيقي على سقوط الاجماع المزعوم حول تطبيع العلاقات مع الكيان المحتل وسقوط وهم قبول المغاربة بحدث التوقيع الثلاثي من اجل مصلحة الوطن الوهمية ( الصحراء المغربية). ما لا ينبغي أن يخفى على كبار المسؤولين في بلادنا السعيدة ان اهل المغرب لهم مسؤولية تاريخية تجاه الاقصي لا يمكن ان يتخلوا عنها. فليست كل الشعوب تملك باب المغاربة،،وليست كل الشعوب تملك جسر المغاربة، وليست كل الشعوب تملك حارة المغاربة، وليست كل الشعوب لها أوقاف منذ قرون في جميع أنحاء القدس الشريف .وهي معالم تاريخية تشهد بدور الابطال المغاربة الذين إستجابو لنداء الجهاد من اجل تحرير الاقصى على عهد الفاتح صلاح الدين الأيوبي. أما قضيتنا الوطنية الأولى، فهي أرضنا وأرض أجدادنا، والدفاع عنها هو من منطلق إيماننا العميق بعدالتها، ومن منطلق إرادتنا الوطنية الصادقة وعزيمتنا الجماعية الموحدة، ولن يكون أبدا بالاعتراف بالصهاينة وتبييض جرائمهم العنصرية.. دفاعنا عن الصحراء كان وسيظل بالإجماع الوطني الذي تحقق في المسيرة الخضراء تحت راية القرآن الكريم وراية الوطن الجامع، واليوم لن يكون أيضا إلا بالنضال وبالجهاد في سبيل الله والوطن، دفاعنا عن الصحراء يكون بتربية اجيال تحمل القضيتين في قلوبها، وتنظر إلى القضية من منظور الوحدة المغاربية والعربية والإسلامية الرافضة لمخططات التجزئة والانفصال وخلق دول ميكروسكوبية تنفيذا للأجندة الاستعمارية.. دفاعنا عن الصحراء لن يكون إلا بجبهة داخلية متماسكة وفي ظل ديمقراطية حقيقية تعمل من أجل مصداقية المؤسسات التمثيلية واحترام حقوق الإنسان في شمال المغرب وجنوبه، وتحقق التنمية المستدامة في مختلف أنحاء المملكة.. لكل هذه الاعتبارات لن نتخلى عن الاقصى بدعوى مصلحة الوطن، وآن الأوان للتحلل من الاتفاق المشؤوم والتكفير عن خطيئة التطبيع.. فزمن التحرير انطلق بإذن الله.. وعد الله، لا يخلف الله الميعاد والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون