تستعد سلطات مدينة طنجة لإحياء حلبة مصارعة الثيران التاريخية المعروفة باسم "بلاصا طورو"، إذ أعلنت عن التصاميم الفائزة في مباراة أفكار لتأهيل ورد الاعتبار لهذه المعلمة التي تعود إلى عهد الاحتلال الإسباني. وستتحول الحلبة إلى فضاء ضخم للتنشيط الاقتصادي والثقافي والفني، وفضاء للفرجة بالهواء الطلق يخصص لإحياء مجموعة متنوعة من الفنون بسعة 7000 مقعد، إلى جانب قاعة للعرض ومطاعم ومتاجر ثقافية ومرافق أخرى، بالإضافة إلى التهيئة الخارجية للمعلمة. ساحة الثيران التي رُصدت لها ميزانية تقدر بحوالي 50 مليون درهم، ستكون محاطة بفضاء عمومي مكون من مرائب للسيارات وتجهيزات حضرية ونافورة وساحة عمومية قادرة على استيعاب 120 شخصا، وفضاء للعرض الخارجي. فقد شهدت مدينة طنجة، أمس الخميس حفل توزيع جوائز على أصحاب التصاميم الفائزة في مباراة أفكار لتأهيل ورد الاعتبار لحلبة مصارعة الثيران، بحضور مسؤولي المؤسسات الداعمة للمشروع. الحفل الذي ترأسه والي جهة طنجةتطوانالحسيمة محمد امهيدية، عرف حضور المدير العام لوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال منير البيوسفي، ورئيسة مجلس الجهة فاطمة الحساني، ورئيس جماعة طنجة البشير العبدلاوي، ورؤساء مناطق طنجةوتطوانوالحسيمة بالمجلس الجهوي لهيئة المهندسين المعماريين. تتويج 3 فرق ويدخل المشروع ضمن اتفاقية شراكة بقيمة تبلغ 50 مليون درهم، بين ولاية ومجلس الجهة ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال وجماعة طنجة، بهدف تأهيل وترميم معلمة حلبة مصارعة الثيران، وتنمية الرأسمال التراثي الجماعي لمدينة طنجة، بهدف جعله رافعة للتنمية السوسيو اقتصادية والثقافية للمدينة، وللجهة ككل. وظفر الفريق الحائز على المرتبة الأولى بعقد تأهيل ساحة "بلاصا طورو" بطنجة، ويتكون من المهندسين المعماريين هشام الخطابي، جواد الخطابي، يونس الديوري، حكيم حاج ناصر، فيما حصل الفريقان الحائزان على المرتبة الثانية والثالثة في المسابقة على شيكات مقابل العمل المبذول. وياكون الفريق الذي حل بالمرتبة الثانية من هناء البكاري ومليكة بنجيد العروسي ومحمد أظريف وياسين الصبيحي، بينما يتكون الفريق الثالث من جميل الصفريوي وريم بومحمد وعبد اللطيف السفياني وسلوى عاطر. وخلال الحفل، تم التوقيع على اتفاقية الشراكة بين وكالة إنعاش وتنمية الشمال وولاية ومجلس الجهة وجماعة طنجة والمجلس الجهوي لهيئة المهندسين بمنطقة طنجةوتطوانوالحسيمة، من أجل إنجاز الدراسات المتعلقة بتأهيل سوق الجملة القديم. تنمية تراث طنجة دليلة أقديم، المهندسة المكلفة بالتراث بوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، أوضحت أن "بلاصا طورو" تشكل "معلمة بارزة في تراث مدينة طنجة وتجسد التعددية التي ميزت المدينة". وقالت إنه بالنظر إلى أهميتها، تم تنظيم استشارة معمارية بهدف إشراك أكبر قدر ممكن من المهندسين المعماريين للتفكير في تنمية تراث المدينة وفق مقاربة خلاقة ومبتكرة لإدماجه في الدينامية الاقتصادية لطنجة. واعتبر رئيس المجلس الجهوي لهيئة المهندسين المعماريين لمنطقة طنجة، مختار ميمون، أن هذا المشروع يروم تأهيل ساحة "بلاصا طورو" كما كانت عليه في السابق، بهدف الحفاظ على هذه الجوانب التاريخية والمعمارية لهذه المعلمة. وأضاف أن الفائزين الثلاثة بهذه المسابقة احترموا هذه المعايير وتميزوا في تصاميمهم، منوها بأن هذه الاستشارة المعمارية تعتبر المرحلة الأولى في مسلسل طويل من التعاون يسعى المجلس الجهوي للمهندسين المعماريين لإقامته مع وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال. من جهته، أشار المهندس المعماري هشام الخطابي، عضو الفريق الفائز بالمرتبة الأولى في المباراة، أن المشروع يهم معلمة بارزة بمدينة طنجة، معربا عن اعتقاده بأن هذا الفريق قادر على المساهمة في تأهيل "بلاصا طورو" كفضاء ثقافي. وأضاف أن هذا المركب سيضم فضاء للتنشيط الاقتصادي والثقافي والفني، وفضاء للفرجة بالهواء الطلق يخصص لإحياء مجموعة متنوعة من الفنون، وقاعة للعرض ومسرح ومطاعم ومتاجر ثقافية.