هاجم المقرئ أبو زيد، القنوات التلفزيونية، واصفا إياها بالظلامية والطائفية، وبكونها "لا تنشر الإسلام السمح بل تمارس مايسمى بالبروباغندا الطائفية والشتيمة والقهر للقنوات الأخرى". وأضاف أبوزيد، في ندوة علمية حول موضوع "الطائفية وتفكيك الأمة"، على هامش إصدار كتابه الجديد في الموضوع، بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، أن الحريق الطائفي يلتهم العراق وسوريا واليمن، ويهدد لبنانوالبحرين واليونان، وغيرها، محذرا من أن تصل نيرانه للمغرب. وأشار المقرئ في اللقاء ذاته، إلى أن العقل الطائفي عقل متأزم وكارثي، يعيش على الانحيازات، ومرجعيته تاريخ الاصطدام والاقتتال والتطرف وليس تاريخ الحضارة. وذكر المقرئ أن الطائفية لا تشتغل في المعاملات، وإنما تشتغل في النقاش اللاهوتي الأخرق، مصيفا أن المجتمع بصدد إنشاء طوائف قائمة على ثلاثية ملعونة، وهي الكراهية والاعتداء والانقسام، والأساس في هذا الثالوث هو ليس الصراع حول مطالب طبيعية، بل النقاش حاز إلى اللاهوت والذات الإلاهية، في حين أن نخبة من العلماء أسسوا حقولا وحدودا وقاموا بحراستها من خلال التكفير" حسب تعبيره. مضيفا بأن المشكل مع الشيعة كان سياسيا في البداية، بل بدأ مع القرن الثالث، وأصبح حاليا عقديا، وزرعت مسألة الإمامة" يقول المتحدث ذاته. بالمقابل أكد أبو زيد، أن خطبة الوداع التي ألقاها النبي صلى الله عليه وسلم، لم تتطرق إلى العقيدة والإيمان، بل ركزت فقط على المعاملات، فيما تبقى الطائفية تستغل "النقاش اللاهوتي الأخرق"، كما انتقد الصراع الذي تعيشه الكنائس الكبرى الثلاث في أوروبا، بالرغم من التقدم الذي عرفته الدول الغربية. أبو زيد الذي كرر تحذيراته من شرارة الطائفية في المنطقة، قال إن هناك قنوات تلفزية وصفها ب"الظلامية" لا تنشر الإسلام وما جاء به من قيم، بل تنشر الطائفية والشتيمة والإقصاء، وهذا ما حاول الكتاب معالجته، من خلال الزاوية العربية من حيث التناول، وكذا التاريخية والعلوم الاجتماعية، بالإضافة إلى الزاوية الحركية من خلال التطبيق، وتقديم مقترحات للخروج من الأزمة والتفاهم والحوار، واستعراض التجارب السابقة من أجل التقدم إلى الأمام والوصول إلى إسلام غير طائفي بالرغم من أن هذه الطائفية بدأت منذ عهد علي ومعاوية، وصراعهما على السلطة، على حد تعبير ابو زيد. وعرج البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، على الوضع الذي تعيشه دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالقول إن الحريق الطائفي يلتهم العراق وسوريا واليمن ويتهدد البحرين والبقية تأتي، على حد تعبيره، وفي الوقت الذي شدد فيه على أن "العقل الطائفي متأزم وكارثي يعيش على الانحيازات والانتقائيات والتاريخ السلبي والاصطدام"، أكد أبو زيد على أن هذا العقل لا يقوم على تاريخ الحضارة والبناء ك"تاريخ ابن سينا والخواريزمي".