وجه البرلماني عن حزب العدالة والتنمية المقرئ أبو زيد انتقادات لاذعة للطائفية في العالم العربي والإسلامي، وذلك خلال تقديم كتاب أنجزته "مؤسسة الإدريسي الفكرية للأبحاث والدراسات"، حول الطائفية وتفكيك الأمة، ضمن فعاليات اليوم ما قبل الأخير من النسخة 22 من المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء. أبو زيد الذي كرر تحذيراته من شرارة الطائفية في المنطقة، قال إن هناك قنوات تلفزية، وصفها ب"الظلامية"، لا تنشر الإسلام وما جاء به من قيّم، بل تنشر الطائفية والشتيمة والإقصاء، وهو ما حاول الكتاب معالجته، من خلال الزاوية العربية من حيث التناول، وكذا التاريخية والعلوم الاجتماعية، بالإضافة إلى الزاوية الحركية من خلال التطبيق، وتقديم مقترحات للخروج من الأزمة والتفاهم والحوار، واستعراض التجارب السابقة من أجل التقدم والوصول إلى إسلام غير طائفي، على الرغم من أن هذه الطائفية بدأت منذ عهد عليّ ومعاوية، وصراعهما على السلطة، على حد تعبير المتحدث. وعرج البرلماني عن حزب العدالة والتنمية على الوضع الذي تعيشه دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرا إلى أن "الحريق الطائفي يلتهم العراق وسوريا واليمن، ويهدد البحرين، والبقية تأتي"، على حد تعبيره، محذرا من أن تصل نيران الطائفية إلى المغرب. أبو زيد حذر أيضا من انحراف عقيدة المسلمين في أوروبا، وانتشار الطائفية بينهم، وعدم الاهتمام بقضاياهم الراهنة، مستشهدا على ذلك بحادث وقع في العاصمة البريطانية لندن، رفعت خلاله لافتة تسب زوجة النبي عائشة، حيث أبدى تخوفه من انتشار مثل هذه السلوكيات. وفي الوقت الذي شدد فيه على أن "العقل الطائفي متأزم وكارثي ويعيش على الانحياز والانتقاء والتاريخ السلبي والاصطدام"، أكد أبو زيد أن هذا العقل لا يقوم على تاريخ الحضارة والبناء ك"تاريخ ابن سينا والخوارزمي". أبو زيد استحضر خطبة الوداع التي ألقاها النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أنها لم تتطرق إلى العقيدة والإيمان، بل ركزت على المعاملات، معتبرا أن الطائفية تستغل "النقاش اللاهوتي الأخرق"، ومنتقدا الصراع الذي تعيشه الكنائس الكبرى الثلاث في أوروبا، على الرغم من التقدم الذي عرفته الدول الغربية. وأضاف البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، أن "الطائفية تقوم على الكراهية والانقسام والاعتداء"، في حين إن نخبة من العلماء أسسوا حقولا وحدودا وقاموا بحراستها من خلال التكفير، مبرزا أن "المشكل مع الشيعة كان سياسيا في البداية، وبدأ مع القرن الثالث، لكن أصبح حاليا عقديا، وزرعت فيه مسألة الإمامة"، على حد تعبير المقرئ أبو زيد.