تصوير ومونتاج: رشيدة أبومليك بعدما أثار شريط فيديو يوثق لحظة منعه من طرف أحد مسؤولي السلطات بالرباط من الإدلاء بتصريح للصحافة، خلال احتجاجات الأساتذة المتعاقدين، خرج الأستاذ محسن الزهري من مديرية التعليم بخريبكة، في تصريح لجريدة "العمق"، لتوضيح موقفه مما حدث أمس الثلاثاء، ولتوجيه رسالة قوية إلى المسؤولين بالمغرب. وقال محسن الزهري لجريدة "العمق"، إن "العالم أجمع شاهد يوم أمس ما تعرضنا له من وابل من الركل والرفس والقمع"، مشيرا إلى أن الأساتذة الذين يلقنون أبناء هذا الوطن التربية على المواطنة والحرية والكرامة، في حين أن حريتهم وكرامتهم مصادرة، متسائلا بالقول: "إلى أين يسير هذا البلد؟". وأضاف المتحدث أن الأساتذة جاؤوا إلى الرباط ضمن سلسلة احتجاجاتهم من أجل "إسقاط مخطط التعاقد"، مردفا بالقول: "نحن أبناء هذا الوطن الغالي والجريح لا نطالب بشيء آخر غير الإدماج وحقنا الدستوري في الوظيفة العمومية، وهذه مكتسبات لا يمكن مصادرتها بين ليلة وضحاها". وأوضح الزهري أنه تعرض ل"القمع" خلال احتجاجات الأساتذة المتعاقدين، بعد زوال اليوم الأربعاء، قائلا: "اليوم تعرضتُ للقمع والركل والرفس وسط غابة من الأرجل"، لافتا إلى أن هذه التصرفات الصادرة عن رجال السلطة تكشف مدى مصادرة حرية التعبير وقمع الأساتذة، على حد تعبيره. وتابع قوله: "ما يحز في النفس هو أن يقمعك مقدم أو عون سلطة، بأي قانون دستوري يفعلون ذلك؟ ليست لديهم الصلاحية في قمعنا وفق القانون المغربي الذي يمنع منعا كليا المس بالسلامة الجسدية لأي مواطن تحت أي ظرف من الظروف". وخلص الأستاذ ذاته، إلى أن "المعركة ليست معركتنا وحدنا، بل هي معركة الشعب المغربي ومعركة الصحافة التي اغتُصبت يوم أمس في حريتها وحرية التعبير"، حسب تصريحه لجريدة "العمق". وبعد زوال اليوم الأربعاء، أصيب عدد من الأساتذة أطر الأكاديميات الجهوية "المتعاقدين"، أثناء تدخل أجهزة الأمن لفض احتجاجاتهم بشوارع الرباط، وذلك لمنعهم من تنظيم ثاني مسيرة احتجاجية وطنية دعت إليها "التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد". يأتي ذلك بعدما تدخلت قوات الأمن، أمس الثلاثاء، لتفريق احتجاجات مماثلة للأساتذة المتعاقدين بالرباط، حيث أصيب مجموعة من المتظاهرين، بينما شهدت الشوارع المحيطة بالبرلمان وساحة "باب الأحد" مطاردات بين الجانبين، وسط إنزال أمني مكثف من أجل منع المتظاهرين من الوصول إلى البرلمان. وأثار التدخل الأمني بحق الأساتذة موجة غضب واستنكار عارمين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت مئات التدوينات والصور المتضامنة مع المحتجين تحت وسم "protect teachers in morocco"، وسط مطالب بالتعامل مع الأساتذة بما يليق بمكانتهم في المجتمع.