لا زالت تداعيات فيضانات تطوان تكشف عن مدى الأضرار التي لحقت بالمدينة ومرافقها العامة والخاصة، فقد عاينت جريدة "العمق" حجم الأضرار التي لحقت بمنازل وأزقة الأحياء الأكثر تضررا من السيول، خاصة أحياء البير والواد وعيساوة وربع ساعة وخندق الزربوح وجامع مزواق. وخلفت السيول الجارفة في تلك الأحياء، تدمير أجزاء من الأزقة والدروب الضيقة، وتظهور تشققات وتصدعات كبيرة في مجموعة من المنازل بالمنطقة، من ضمنها منزل فقد أساسه الأرضي، وأصبح معرضا للسقوط في أي لحظة، وهو ما دفع سكانه إلى مغادرته وطلب التدخل من أجل إصلاحه قبل فوات الأوان. ويعتبر السكان الذين التقت بهم جريدة "العمق"، أن من بين الأسباب التي أدت إلى إلحاق الضرر البالغ لمنازلهم وأحيائهم، الأشغال الجارية على مستوى طريق الحزام الأخضر بقمة الجبل، مشيرين إلى أن اجتثاث الأشجار من أجل تشييد الطريق وعدم وضع دعامات بالمكان، هو الذي تسبب في انجراف تلك الأحجار الكبيرة والأتربة. وعاشت مدينة تطوان، يوم الإثنين المنصرم، يوما عصيبا بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على الحمامة البيضاء دون توقف منذ الساعات الأولى من الفجر وإلى غاية العصر، مخلفة خسائر مادية بمختلف أحياء وشوارع المدينة. وتسربت مياه الأمطار إلى عدد من المدارس والمنازل والمحلات وأقبية المباني، وغمرت مجموعة من السيارات، كما سقطت جدران مؤسسات عمومية، من ضمنها سور مدرسة تعليمية وسور مبنى تابع لمقاطعة سابقا، فيما نجى عدد من المواطنين من الموت بعدما جرفتهم السيول. ووفق المعطيات الرسمية التي أعلنت عنها عمالة تطوان، فإن مياه الأمطار تسربت إلى ما يناهز 275 منزلا بمجموعة من أحياء المدينة، فيما جرفت التدفقات الفيضانية 11 سيارة خفيفة. وقالت العمالة إن التساقطات المطرية التي بلغت 100 ملم، ما بين السابعة صباحا والرابعة بعد الزوال، أدت إلى ارتفاع منسوب بعض المجاري المائية وتسجيل فيضانات بمجموعة من قنوات الصرف، نجمت عنها العديد من الخسائر المادية، ودون أن تخلف أي إصابات بشرية.