"يا أيها الناس إن أحسنت فأعينوني و إن أسأت فالتفتوا إلى نصف الكأس المملوء، إلى الإيجابيات، إلى نعم الأمن و الاستقرار…و لا تكونوا سوداويين أو سلبيين" قالها أبو بكر الصديق في خطبة (تنصيبه). طبعا المعلومة كاذبة و الصحيح أنه رضي الله عنه قال: إن أسأت فقوموني"، و ذلك مبدأ المعارضة ببساطة. تقويم اعوجاج من يحكم حتى و لو كان 1% من سلوكه، لينعم الشعب بال100% من محاسن المسؤول. مبدأ المعارضة ببساطة مراقبة الشعب و من يمثله لعمل المؤسسات، بالقانون، حتى تكون عملية الإصلاح مستمرة لأن الاعوجاج صفة بشرية دائمة. معارضة انتقدت أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية الأنجح طوال 18 سنة. مستشارة حافظت على مكانة ألمانيا الأولى أوروبيا ب21% من ناتج الاتحاد الأوروبي قبل خروج بريطانيا. و مع ذلك، انتقدها الألمان لما أسموه تأخرا في الاستجابة لجائحة كورونا و تقاعسا في توزيع لقاح فايزر بيونتك و كذا في مسألة اللاجئين. لو تواجدت في ألمانيا و وصفت منتقدي ميركل بالخونة لوضعوك في مستشفى المجانين، تماما كما سيفعلون لو هتفت بحياة ميركل في شوارع برلين!!! معارضة نجحت في جمع 84 مليون صوت لطرد ترمب من البيت الأبيض، و هو الذي جلب لأمريكا 450 مليار دولار من مكالمة هاتفية مع ملك السعودية، و أنزل معدلات البطالة لأقل مستوى لها في 50 سنة ما قبل كورونا. معارضة في كل دول العالم الحر تلعب دور الفرامل و تعتبر مثالا للوطنية الصادقة، حيث الحرص على منح المواطن كل شيء بالتمام و الكمال، لا تقديم الحقوق قطرة قطرة بمنطق التفضل و المن. مع التأكيد أن للمواطن عقلا و وعيا ليميز المزايدة من الدفاع عن الحقوق، فهو لا يحتاج وصيا على عقله. يبقى بديل معارضة وطنية تطبيل وثني يخلق من البشر آلهة من غير الله، يخلط بين عقلية السياسة القائمة على سوء الظن و ضرورة الحرص، و عقلية الأفراد و أخلاق الشعوب المبنية على مبدأ الحمد و الإيجابية… و لله في خلقه شؤون