محمد أيت كبير عبّر عدد من تجار "السوق الأسبوعي" الذي تشتهر به مدينة أكدز إقليم زاكورة، عن غضبهم من استمرار إغلاقه، بعد الإجراءات التي اتخذتها السلطات المختصة مؤخرا بعد ازدياد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد بالمنطقة. السوق الأسبوعي الشهير بأكدز والذي يتواجد قرب مقر جماعة تنسيفت والمسمى بسوق خميس أكدز يعتبر من بين الأسواق المشهورة بالاقليم الذي يتوافد عليه عشرات التجار والمواطنين. وأوضح التجار في تصريحات متفرقة لجريدة "العمق" أنّهم استبشروا خيرا بعد إعادة فتح السوق الاسبوعي بعد تخفيف القيود خصوصا خلال مرحلة شفاء المصابين بكورونا بمنطقة أكدز خاصة وإقليم زاكورة عامة والتمكن من السيطرة على انتشار الفيروس، إلا أنه وبعد فترة عيد الأضحى ومع انتشار الوباء من جديد وارتفاع أعداد المصابين والوفيات قررت لجنة اليقظة على المستوى المحلي إغلاق السوق الشهير والاقتصار فقط على السوق اليومي بأكدز "مارشي أكدز"، مشيرين إلى أنهم كانوا بانتظار عودة نشاطهم مرة أخرى، إلا أن قرار تمديد الغلق أصابهم بالإحباط. ولخّص التجار أحوالهم، بالإشارة إلى أنه منذ بداية انتشار فيروس كورونا تحوّل مصدر رزقهم إلى خراب، محذرين من أنّ استمرار الأزمة سيزيد من فقرهم وجوعهم. تجار الخضر والفواكه صرحوا بعد قرار الإغلاق والاقتصار على السوق اليومي لأكدز لا قيمة له، ويعد دمارا لهم خصوصا وأنهم يعانون من ظروف اقتصادية غاية في الخطورة، بسبب توقف مورد رزقهم لمدة طويلة. من جهته صرح أحد التجار أن إغلاق سوق "خميس أكدز" خلق منافسة شديدة من طرف الباعة الجائلين والمتمركزين بالعديد من القرى والشاحنات المحملة بالخضر والفواكه التي تحط رحالها بالقرب من القرى بدون مراقبة، الأمر الذي يُسهل على المتربصين والغرباء من اكتشاف القرى والعودة اليها بوجه آخر خاصة ما يقع مؤخرا من اختطاف وجرائم ..إلخ، علما أن السوق الاسبوعي له أهميته بالنسبة لساكنة الهوامش والقرى المجاورة، كما أن أسعاره تنافس السوق اليومي "مارشي أكدز" الموجود طوال الأسبوع، لكونه يقدم كل ما يحتاجه الباحثون عن حاجياتهم، في جو مفتوح، حيث يقوم كل بائع بعرض ما لديه من سلع على الأرض، مما يتيح للمتسوقين حرية الحركة بين السلع واستعراضها بيسر وسهولة. وأضاف أنّ السوق الأسبوعي لأكدز له رواده من الجنسين الذين اعتادوا على شراء عدد من البضائع المتعددة والمجتمعة في مكان واحد، مبيناً أن السوق يؤمن مداخيل مهمة لعدد كبير من الأسر بالمنطقة، حيث يشغل عشرات العمال والتجار، إضافة إلى تشغيل وسائل النقل سواء الخاصة التابعة للتجار أو النقل العمومي من سيارات الأجرة والنقل المزدوج ونقل البضائع. وأبرز أن استمرار غلق السوق الأسبوعي يعتبر كارثة ونذير شؤم، آملا عودة "سوق الفقراء" إلى طبيعته مرة أخرى. هذا وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بصرخات تجار السوق الأسبوعي وأبناء المنطقة وخاصة الذين يعتمدون بيع محصولهم ومنتوجاتهم خاصة أن هذه الفترة تعرف جني التمور من طرف « فلاحي » المنطقة الذين يريدون بيعها بالسوق الأسبوعي اضافة إلى أن سكان المنطقة يعتمدون على بيع مواشيهم في السوق الأسبوعي كلما دعت الضرورة لضمان قوتهم وشراء المواد الأساسية من السوق. عبد الحميد ابن المنطقة بائع مهني بالسوق الأسبوعي كتب على حسابه الفايسبوكي: " قد تم اغلاق سوق الخميس " لا خدمة لا مدخول الرجا فالله.عيشوا غير نتوما... " "جوعنا وتقهرنا.. واش قلوبكم من الحجر " – "سأعتزل كل شيء... وأقول كل شيء...راها دازت العظم. وحتى التفكير ديالي توقف من كثرة التفكير". ومن جهته أكد رئيس المجلس القروي لجماعة تنسيفت عبد الله أيت موسى أن إغلاق السوق الأسبوعي لأكدز جاء بناء على توصيات لجنة اليقظة المحلية المكلفة بتتبع الحالة الوبائية بالمنطقة وأن القرار جاء بعد ظهور بؤرة منجم بوازار وظهور حالات حاملة للفيروس بالمنطقة لذلك سارعت لجنة اليقظة على اتخاذ قرار اغلاق السوق . المتحدث أكد أن الحالة الوبائية بالمنطقة تتحسن يوما بعد وأن السوق الأسبوعي قريبا سيفتح في وجه العموم، مشيرا إلى أن السلطات المحلية تسارع الزمن وتبدل قصارىة جهدها للتحكم في الحالة الوبائية. وكان مجلس جماعة تنسيف قد أصدر في 7 ستنبر الماضي قرارا جماعيا مؤقتا يهدف الى إغلاق السوق الأسبوعي نظرا للوضعية الوبائية التي تعرفها المنطقة مؤكدا فيه أن القرار مؤقت ويمكن الإستغناء عنه عند تحسن الحالة الوبائية بالمنطقة .